|
|
11-01-2010, 09:27 AM | #1 | ||||||||
|
ثرثره ذات طابع سياسي
عبدالحليم شاب يبدو في بداية الكهوله او كهل يبدو في نهاية الشباب انيق المظهر في غالب الاحيان غير ان بعض الشيب بدا يضفي علي مظهره شئ يذكره بمرور السنوات ورغم ان عبدالحليم طوال حياته كان بعيدا عن دهاليز السياسيه اذ انه لايذكر انه أبان ايام دراسته خرج في مظاهره او موكب وهو يذكر كذلك انه لم يرشق احدا بحجر سياسي ولم يرحب باحد ولم يصفق لاحد كان يستقل يوم هدير زملائه في الشوارع بان يخرج دون ان يلتفت وراءه ليستمتع باللعب في حيهم المكتظ بالهاربين امثاله من المظاهرات والبمبان وبصاق العساكر العابسين دوما . الا انه بدا في الفتره الاخيره يصب جام غضبه علي بعض الشباب من حيه والذين يناصبون الحكومه العداء وحتي عندما تقدم في السن كان يفضل تمرين فريقه علي ندوه سياسيه او اي تجمع يمكن ان يمت باي صله للسياسه في حيهم كان معروفا بجلساته في ظلال الاشجار امام البيوت يتصفح الصحف الرياضيه ويستمتع بالتعليق علي الماره او يدير نقاشا حامي الوطيس مع احدهم يشجع الفريق الخصم وهنا تبدو براعة عبد الحليم في الجدل البيوت التي تكون في دائرة التراشق تصل اليها كلماته لالا ياحبيبي التمريره ماكانت عرضيه امشي شوف دكتور عيون احسن من الدرع ليك القزازات الفي وشك دي علي الطلاق كان دا ويذكر اسم لاعب بعينه كان حارسكم عمل عملية فتاق علما بانه لم يتزوج حتي الان يصمت قليلا ويبادر بهجوم اخر أنا علي الطلاق مبارتكم دي كان في واحد فتح التلفزيون عليها في البيت كان فتحت نار عليهو وهكذا هو عبدالحليم يعود من عمله في اداره متهالكه من الادارات الحكوميه متأيطا جل الصحف الرياضيه جيبه منتفخ من جراء كيس التسالي الضخم الذي بداخله لا يدخن ويكره التدخين المره الوحيده التي اخطا فيها وتجرع الكحول كانت مقلب من رفاقه اذ انهم كانوا يجلسون مساءا بالقرب من الشجره التي تقبع تحتها مزيره تزين ازيارها بقع الطحلب اول ماسلم عبدالحليم بعد وصوله مد يده ليتناول كوب الالمنيوم الذي يبدو انه تعرض للكثير من الضغط بالجوانب حتي صار كخدي امراه بلغت من العمر عتيا ومع ذلك هذا الكوب مربوط الي المزيره بسلسله رقيقه تمنع انتزاعه حاول احد رفاق الثرثره ان يسبقه الي الكوب قائلا انا مليت الكوز دا ونسيتو ولكن عبدالحليم كعادته كان سريعا او بالاصح كان رفيقه يتعمد البطء غير أنه بعد الجرعه الاولي والتي كانت جرعه لايستهان بها بفعل الصراع علي الكوب توقف ورش السائل الاسن في دائره قطرها عدة امتار ثم سب ولعن كعادة اجداده الذين دائما مايلجأون الي السباب لابداء سخطهم ضج الرفاق بالضحك ورفع عبدالحليم عقيرته مرسلا بعض الصياح المتخم بالسباب البذئ ثم رجع الي منزلهم لايلوي علي شئ ونواصل |
||||||||
11-01-2010, 01:21 PM | #2 | ||||||||||
|
لك التحية أخي عوض .. وذكرني عبدالحليم صاحبك دا الطيب سياسة كما يناديه الذين يعرفونه وآخرين بالطيب جرايد .. وأظنك عرفت تلك الشخصية التي يدمن أقتناء الجرائد وتنتفخ جيوبه بها مع ذلك الصوت الجهوري المرتفع وهو يناقش ويدافع عن الهلال دفاع مستميت ولا يرضي أبداً النيل منه .. جاء علي خاطري وذكرني عبدالحليم به لك وله التحية
|
||||||||||
11-02-2010, 07:23 AM | #3 | ||||||||
|
ابوعبدالرحمن الله يديك العافيه الله يطراك بالخير الطيب فعلا شخصيه مليئه بالكثير من الحكايات وعندما قرأت مداخلتك اخترق صوته القوي اذني مجادلا في امر الهلال |
||||||||
11-02-2010, 07:43 AM | #4 | ||||||||
|
في ذاك اليوم وبعد ان بذل عبدالحليم الكثير من الجهد في ازالة الرائحه من ثيابه عافت نفسه العوده الي رفاق الثرثره فارتدي العراقي البلدي واستلقي حاملا الراديو الثمين ذو الجراب الجلدي الجميل بعيدا عن صخب التلفزيون في الجانب الاخر من منزلهم الجانب الذي يخص الرجال وبدأ يحرك المؤشر بحثا عن اغاني ضخمه كما يسميها هو اغاني تروض الاحاسيس ولا يهم من المؤدي ام كلثوم او فيروز او وردي او ابو الامين او اخرين يظل ساكنا دون حراك وبما انه عاد باكرا للبيت دون ان يتناول العشاء في الشارع كالعاده فهذا يعني ان تدبر الحاجه بعض الحليب وتضعه بجانب سريره رفاق عبدالحليم كلهم اصغر سنا منه وان كان الفارق ليس كبيرا ماعدا عمك الزين الذي يكبر عبدالحليم قليلا ورغم أنه يأتي لجلسات الثرثره في الغالب بعد الصلاة حاملا مسبحته الا أن وجوده لايفسد للجالسين مشاريعهم اي كانت فهو رجل خفيف الظل عاشق للمرح لا يشاركهم في الكثير من مايفعلون لكنه يشاركهم فيمايسميها الطيبات الاوهي العشاء في الشارع او النظرات المختلسه احيانا لامرأه مرت تاركة خلفها رائحة طلح جعل رفاق الثرثره يستنشقون هواء الشارع المتعفن عادة لمده طويله او بعض حبات الزلابيه التي تـأتي احيانا من احد البيوت التي ازمعت صاحبته امرا في نفسها سرعان مايترجم في شكل كرامه ولايوجد انسب من الجالسين جل اليوم في الشارع لازدراد حبات الزلابيه النديه اخر العصر ونواصل |
||||||||
11-04-2010, 05:43 AM | #5 | ||||||||
|
عبدالحليم شاب سريع الغضب لكنه لايذهب بعيدا في خصوماته التي قلما خلت علاقاته في الجوار منها ورغم أنه ليست لديه القدره علي الاعتذار عن تسرعه في بعض المواقف الا انه يبادر من وقع عليه الظلم بحديث مسلي رقيق تتخلله الكثير من النكات الغير بذيئه اذ انه دون انفعال يتفادي البذاءات صار الجميع يعرفون طريقة عبدالحليم في التعذر لعودة عبدالحليم نمط محدد لايحيد عنه فهو عندما تصل حافلة مصلحته يترجل دون تعجل يتلفت قليلا كأنه يستكشف الشارع يعمل علي تسوية ملابسه التي فقدت لمسة مكواته الساحره في اكثر من مكان رغم انه سيخلعها بعد دقائق معدودات ثم ينفض بالصحف عن اطراف ثيابه غبار غير موجود الا في مخيلته وفي الغالب يتعرض للاطفال الذين يقطعون الطريق امامه ناهرا اياهم متفاديا الغبار الناتج عن لعبهم الصاخب يدلف الي منزلهم ولكنه لايمكث كثيرا اذ يخرج مرتديا جلبابه يجلس في مكانه المفضل يفرد الصحف واحده تلو الاخري يكمل مافاته من قراءه اثناء يوم العمل بتوافد بعض الافراد من رفاق الثرثره في هذه الفتره ويتقاسمون الصحف يمتعضون من خلوها من ما يلفت النظر واذا وجدوا شيئا شدهم في احدي الصحف يلتفون حول حاملها مركزين ابصارهم علي الصحيفه التي فازت باهتمامهم دون ان يعيروا الطريق التفاتا ولكن هذه الفتره ليست طويله اذ يقعطعها آذان العصر ثم الغداء لذلك سرعان مايخلوا المكان ليعاودوا التجمع بعيد المغيب اذ ان وجبة الغداء لا تربط بينهم ولكن مايربط بينهم هو العشاء اذ لديهم عند حسن صاحب البقاله في الشارع صحن المنيوم من الحجم الكبيرصحن ذا شأن هذا الصحن لايخص المتجر وانما يخص رفاق الثرثره جلبوه حسب مقايسسهم الخاصه وحسب اذواقهم لايتدخل صاحب البقاله في نظافته اذ يتولي عبدالحليم هذه المهمه بنفسه وطقس العشاء طقس مهم جدا اذ تبدأ التحضيرات باكرا تقطيع البصل تفتيت الطعميه التفنن في جلب كل انواع السلطات وعندما يبدا الرفاق في التهام (البوش ) يكون الجميع قد حضر ومن لم يحضر يسالون عنه في منزله ان كان موجودا لابد من حضوره حتي لوالمت به الملاريا التي لاتفارق الحي بشكل كامل ابدا ونواصل |
||||||||
11-06-2010, 07:52 AM | #6 | ||||||||
|
بدات بعض التجمعات تظهر في الشارع حيث عبدالحليم ورفاق الثرثره يمارسون تبديد الوقت اذ ظهر الطلاب في تجمعات صغيره يجلسون غير بعيدين عنهم في البدايه صوتهم كان غير مسموع ولكن همسهم صار اعلي كلما تقدمت الايام ثم صار جدلهم صاخبا ولكن نقاشهم لم يكن يخص باي حال من الاحوال أي نوع من انواع الرياضه بل كان يخص الامر الذي ظل عبدالحليم يتجنبه طول عمره صوت احدهم صغير الحجم مع ان صوته يبدو كانه يخرج من عملاق لا والله نحن عارفين قاعدين نعمل في شنو وفي الوقت المناسب حايعرفونا كويس اصاخ عبدالحليم قليلا ثم تجاهل الامر مع انه احس بأن السياسه انتقلت اخيرا الي بقعته الاثيره صوت اخر يبدو انه صوت ابن عمك الزين ياخي الاتفاقيه اصلا مشروع تقسيم اسع بقاليهن حار مالو اخر يتحدث من انفه مع كثير من الصفير يتخلل الكلمات ماكانوا متوقعين ان الامور حاتكون شائكه بالشكل دا وتداخلت الاصوات قليلا واستطاع عبدالحليم ان يصطاد هذه الكلمات في حمي الصراخ التي انتابت المتجادلين الانتخابات ، البترول ، دارفور، الانتباهه ، باقان اموم،المصريين ، الامريكان،الصين ،التعبئه ، مشروع الجزيره ، اتفاقية مياه النيل ، حلايب ،ابيي ،سد مروي ، الأمنجيه ،المؤتمر الجامع ، المعارضه الشماليه، لام اكول ،تزوير الاراده .( اثناء فترة التصنت تلك غاب عبدالحليم عن رفاقه ولم يعد يسمع ضحكاتهم اذ لم يهتموا كثيرا لامر الجيران السياسين) ولم ينتظر اكثر من ذلك مرر يده علي قفاه كأنه ينفض ترابا عالقا به ثم اسرع ناحيتهم نواصل |
||||||||
|
|
|