|
03-21-2011, 11:41 AM | #1 | ||||||
زائر
|
مقتطفات من كتاب صيد الخاطر ( ابن الجوزي )
اغتنام الوقت في التحصيل ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه , وقدر وقته , فلا يضيع منه لحظة في غير قربة . ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل . ولتكن نيته في الخير قائمة , من غير فتور , ربما لا يعجز عن البدن من العمل , كما جاء في الحديث : ( نية المؤمن خيرٌ من عمله ) وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات . فنقل عن عامر ابن عبد قيس أن رجلاً قال له : ( كلمني , فقال له : ( أمسك الشمس ) . وقال ابن ثابت البناني : ذهبت ألقن أبي , فقال : ( يا بني دعني , فإني في وردي السادس ) . ودخلوا على بعض السلف عند موته , وهو يصلي , فقيل له , فقال : ( الآن تطوى صحيفيتي ) . فإذا علم الإنسان – وإن بالغ في الجد – بأن الموت يقطعه عن العمل , عمل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته , فإن كان له شيء من الدنيا وقف وقفاً , وغرس غرساً , وأجرى نهراً , ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده , فيكون الأجر له , أو أن يصنف كتاباً من العلم , فإن مُصنّف العالم ولده المخلد , وأن يكون عاملاً بالخير , عالماً فيه , فينقل من فعله ما يقتدي الغير به . فذلك الذي لم يمت . فما قوم بأمواتٍ وهم في الناس أحيـاءُ . |
||||||
|
|
|