مقال جعلني احس ان الحلم ليس مستحيلا
تجربة ديمقراطية صغيرة كبيرة
إستيلا قايتانو
جامعة الخرطوم الجامعة الصرح التي رغم تكالبت عليها الاحزان من محاولات زحزحتها من مكانتها التاريخية والاكاديمية ، الى وقوع طالابها الشهيد تلو الشهيد مرورا بانتحار بعضهم وارتكاب جرائم القتل فيها رغم كل ذلك لم تفتقد ذلك السحر الذي يجعل طالب الثانوي ينظر اليها كجميلة ومستحيلة . من التجارب التي لن انساها ابدا هي
تجربة الانتخابات الحرة والنزيهة رغم طول غياب هذا المنبر ابان المصادرات لكل النقابات . عندما احسسنا بان لا بد من وجود منبر يمثل الطلاب لحل المشاكل التي تمر بها الجامعة على وجه العموم والطلاب على وجه الخصوص ضغط الطلاب على الادارة بضرورة عودة الاتحاد وقد كان . هي اثنا عشر ساعة اوتزيد قليلا من بداية التصويت حتى اعلان النتيجة اذكر تماما كم كنا مهمومين باكتمال النصاب اكثر من ان من سيفوز لان عدم اكتمال النصاب كان بعبعا لان ذلك يعني جهدا مضاعفا وهكذا كنا نلبس الطرابيش الورقية مكتوب عليها شعارات نؤمن بها ونتمنى تحقيقها ونساند تنظيماتنا الوطنية بكل ما اوتينا من قوة المتمثلة في تحالف القوى الوطنية الديمقطراتية بما انني كنت في المجمع الطبي معقل كل التيارات الاسلامية فلم نكن نحلم باكثر من ان يصوتو اغلب الطلاب للجهة التي يرونها اكثر من التصويت للتحالف لان اغلب الطلاب كانو يقسموننا الى كفار ومسلمين كأننا في قريش . من السيناريوهات اللطيفة اثناء حواراتي مع الطلالبات في الداخلية بان ضروري نصوت عشان النصاب يكتمل والاتحاد يجي قالت لي واحدة متحسسة : والله يا استيلا لو ما معاكم الشيوعيين ديل في لستكم كان صوت ليكم الزول ما داير يقع في الحرام . لابد بان وقع في يدها فتوى من الفتاوي التي تكثر في تلك الايام وتقنين الخطاب الديني لصالح المؤتمر الوطني ضد التحالف بما فينا من حزب امة واتحاديين .قلت لها يازولة ما مشكلة ما تصوتي لينا عشان ما تخشي بسببنا النار لكن لازم تصوتي لاي زول من المسلمين ديل عشان النصاب يكتمل ، مرت ساعات التصويت على خير ودخلنا فرز الاصوات وفي منتصف الليل اصبحت تأتينا الاخبار السارة عن فوز التحالف في عدة كليات وكنا نحسب الارقام بكل جهد حتى نصل الى النتيجة قبل لجنة الانتخابات وكنا في المجمع الطبي لا نأمل في فوز التحالف اكثر مما ان يصوت الطلاب فهي دائرة مقفولة للجماعة ، الذي استباحو الجامعة في ليلها المنير ببكاسيهم ومسدساهم التي لا يخشون اخفائها لاثارة الرعب في نفوسنا حتى بعض الطلاب خافو على البنات وحاولو اقناعنا بالذهاب الى الداخلية لان الجماعة ديل ما ناويين على خير ولكن لم يستطعوا اقناعنا ومكثنا معهم كتفا بكتف حتى شروق الشمس وحرسنا الصناديق من التزوير وكنا نحمي ظهور بعضنا من الغدر والارهاب من الرجال الكبار الما طلبة ولان فوز التيار الاسلامي كان يعني فوز الحزب لذا شاركت كل مؤسسات الدولة في انتخابات طلاب جامعة الخرطوم فكنا طلاب عزل اغلبنا كان يخوض تجربة الانتخابات لاول مرة في حياته تحاربنا الدولة داخل جامعاتنا بكل وسائل الترهيب والترغيب والاحتيال والفهلوة الممكنة حتى يفوز طلابها ولكن كانت ارادة الطلاب اقوى ، بعد ان تأكدنا من اكتمال النصاب وتوجه التحالف نحو الفوز بصاروخية اخذنا نتغى بكل الملاحم الوطنية التي كانت مبعدة عننا بحزفها من كل وسائل الاعلام لانتاج جيل بارد وغير مبال ولكن كانت لدينا سبلنا الخاصة للاستماع للمحرمات حتى استفز ذلك احد رجالات الجماعة واظهر طبنجته قائلا مهددا : اي غنو كويس : ولكن كان صوتنا اعلى من تهديداتهم ونحن نترنم بالاغنيات الوطنية الممنوعة من 89 وانبلج صباح جامعة الخرطوم بالاحتفالات التي تسبقها الدموع قبل الابتسامات تسبقها الاحزان قبل الافراح فكنا نبكي محتضنين بعضنا كأن هذا الشئ المسمى الديمقراطية طبيعي وموجود هناك في اعماقنا ولكن حرمنا منه بفعل فاعل وكان شجر شارع المين يهتز بنشيد نحن جند الله نقية وصادقة غير مسبوق باناشيد امريكا روسيا قد دنا عذابها التي الفناها في المدارس وكانت تجربة تحمل كل الاحساسيس المتناقضة فكنا نبكي طوال اليوم وللتاريخ والامانة لن ننسى بان طلاب المؤتمر الوطني قد هنأونا بصدر رحب بالفوز وكان فرحي مضاعفا وقلت لصديقتي هل سياتي يوم ويستفيد كبارنا من تجربتا هذه لقد اجتزنا تحدي انتخابات حرة ونزيهة دون اي نوع من انواع التخريب او اهدار الدماء واقول ليك حاجة انا هسي مفتونة بطلاب المؤتمر الوطني ديل . قالت لي دا عشان انت فرحانة وشايفة كل الناس ملايكة واصلنا كل اليوم في الاحتفالات ثم عدنا للداخلية ونمنا ملء جفوننا و تهاجمنا كوابيس بان ناس المؤتمر الوطني زورو الانتخابات والموضوع انتهى بعنف وقفلو الجامعة الى اجل غير مسمى .
أجراس الحرية
نشر بتاريخ 17-02-
|
02-20-2010, 06:25 AM
Linear Mode
