|
10-08-2011, 10:17 AM | #1 | ||||||
زائر
|
ما بَيْنَ مَسْرَايَ وَمَنْفَايَ رَهَنْتُ قَصيدتي!
عبد الاله زمراوي مَا بَيْنَ عَاطِفَتي الْفَطيرَةِ وَانْكِسَارِ الْعُمُرِ، مِئْذَنَةُ الْبُكَاءْ! أذِّنْ وَقُلْ حَيُّوا عَلَى الصَّبْرِ وَغَنُّوا أُغْنيَاتِ الْمَوْتِ وَافْتَرِشُوا الْعَزَاءْ لا تَسَلْني أيُّهَا الْقِدِّيسُ عَنْ أُمِّي الَّتي قَدْ أوْدَعَتْني عِنْدَ سَقْفٍ ظَلَّ يَحْرُسُني يطِلُّ عَلَى السَّمَاءْ لاتَسَلْني عَنْ بِلادٍ كُنْتُ أُطْعِمُهَا كَعُصْفُورٍ بِمِنْقَاري فَعَافَتْني وَنَامَتْ في الْعَرَاءْ! لا تَسَلْني عَنْ حَبيبٍ أوْ قَريبٍ، كُلّهم يَبْكُونَ في شِعْري وقدْ سكَتَ الغِناءْ! مَا بَيْنَ مَسْرَايَ وَمَنْفَايَ رَهَنْتُ قَصيدتي وَنَقَشْتُ قَافيتي عَلَى رَملِ البُكاءْ! يَا أيُّها الْوَطَنُ الَّذي نَاجَيْتُه وَبَكَيْتُ مِثْلَ النَّوْرَسِ الْبَحْريِّ عِنْدَ سَمَائِهِ الزَّرْقَاءْ! وَنَشَرْتُ أجْنِحَتي عَلَى شَفَقٍ مِنْ الأحْلامِ وَالْبُشْرَى وَأغْويتُ الرَجاءْ! وَطَنٌ ، تَحَدَّيْتُ الْمَجَرَّاتِ الْبعيدَةَ وَارْتَقَيْتُ إلَى صَلاةِ الْعِشْقِ، حَدَّثْتُ السَّمَاءْ! وَرَسَمْتُ عِنْدَ سَمَائهِ طُولِي وَعَرْضي وَانْتِمَائي وَاقْتَفَيْتُ خُطَى الصَّلاه! وَحَمَلْتُ مَسْغَبَتي عَلَى خَطْوِي وَطُفْتُ عَلَى الْبسيطةِ مِنْ أقَاصي الثَّلْجِ، جَمَّلْتُ الْمَكَانَ، عَزَفْتُ ألْحَاني وأَشعلتُ الْبُكَاءْ! يا مرقدي، وطني يئنُ من البُكاءْ! حُزْنٌ رَمَادِيٌّ تَمَدَّدَ في ظَلامِ الْلَّيْلِ حَتَّى نَامَتِ الأَفْلاكُ وَاختبأتْ مَصَابيحُ الضِّيَاءْ! يَوْمٌ شَقِيٌّ آخَرُ، حُزنُ الْعَصَافِيرِ عَلَى أعْشَاشِهَا، وَالْهُدْهُدُ الْبَاكي، وَأحْلامي الَّتي أوْدَعْتُهَا وَطَنًا رَهَنْتُ الْعُمْرَ عِنْدَ طُلُولِهِ الْفَيْحَاءْ! يَا طَيْفيَ الْوَثَّابَ أحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ نَظْمِ شِعْري عَلَّني أجْتَازُ صَخْرَ الإنْكِفَاءْ! يَا وَيْلَهُ الْقَلْبُ الْمسَربَلُ فِي الْمُنَى “كَافِ” التَّثَاؤبَ وَانْفَلِقْ كَالذَّرَّةِ الصُّغْرَى وَامْدُدْ سِكَّتي قَدْ شَاخَ عُمرُ الإخْتِبَاءْ! يَا وَيْلَهُ الْقَلْبُ الْمُعَذَّبُ يَفْتَرِش زيفَ التَّرَقُّبِ رَيْثَمَا تَأْتي خُيُولُ الْعَاشِقينَ عَلَى حُشَاشَاتِ الْغِنَاءْ! هَاهُوَ الْعُمرُ أمَامَكْ وَالرُّؤى تَنْسَابُ رَقْرَاقٌ خَيْالُكْ، أيُّهَا الْمَخْبُوءُ فِي جُحْرِ الْخِبَاءْ! قَدْ حَسِبْتَ الْلَّيْلَ أحلامَ الْمُنَى وَارْتَهَنْتَ الْعُمرَ ممدوداً على بَحْرِ الرَّجَاءْ! أيُّهَا السَّاقي كَظِلِّي أيْنَ كَأْسي؟ لا أرَى كَأسي وَرَاحِلَتي تَدُبُّ دَبيبَهَا خَبٌ، وَهَذَا الْعِشْقُ يُسْكِرُني إلَى حَدِّ الْبُكَاءْ! عَاشِقٌ أنْتَ فَلا تَشْقَى، وَإنْ رَانَ عَلَى الدَّرْبِ شَقَاءْ! رَاهِبٌ أنْتَ عَلَى الْغَارِ فَلا تَأْسَ، صَنَعْتَ الْمَجْدَ أدْمَنْتَ الْبَقَاءْ! الدوحة –قطر |
||||||
|
|
|