حليل زمن الفن الجميل :
ابو عركي زمان قال ....جاييكي يا آخر المواني.......يا ظلمة البحر الممدد في الفراغ
جاييك انا ودايس على ........ على الابر المسممة بالكلام ..... تلاحظ البعد الجغرافي والبلاغي في امتداد زرقة وظلمة البحر الى ما لا نهاية بالنسبة للناظر.... من ناحية افقية مع التقاء الافق مع السماء .
وقال سيد خليفة........... اذا السماء بدت لنا ......واستعصمت بالبعد عنا.....تلاحظ بعد السماء المستحيل الراسي عنا ....... مع ان الناظر يري اللون الازرق ويتخيل ان السماء ....فوقه قريبة...........هذا الكلام غير عادي .... يقود الى كتاب البلاغة مباشرة ....وفيه بيفهم دارس البلاغة الفاهم ... ان الكلام دية من العيون البلاغية ...وهو كلام غنائي .....اذا الناس القالوه موش عاديين ...... والبفهموه دارسين القواعد البلاغيه....ولو ما درسوه كلامهم كدة..... والشعب البتغنى بالكلام ده ويطرب ليه ....هذا شعب لا خوف عليه في قيمة ودينه ولغته.... وبعض الفنانين امثال الخالد مصطفي سيد احمد ....يحتاج ان تفهم الرمزية البلاغية .....لانو المواعين الطالع منها كلام مصطفى .......مواعين تنضح ثقافة ...ذات مدارس شعرية افقي ورأسي............
وشعر الحقيبة الغنائي .......اذا نظر الانسان نظرة (ناقد) او تفحص اليه ....... يتحير من جماله ......وبلاغته...كيف انتج لنا هؤلاء الشعراء .....تلك الدرر البلاغية الغنائية ....قبل قرن في ظل عدم وجود تعليم او مدارس ....وهو شعر يحتاج منا في هذا الزمن ان نفهم البلاغة....بل ان بعض من تغنوه....كانوا اميين لم يدخلوا مدارس ولا خلاوي كمان ...لكن بيحفظو الكلام زي ما هو وبفهموه ...... والشعب البستمع ليه فاهم.... وعلى نفس مستوى الشاعر.....
يعني الفن يرتبط بي تعليمك وفهمك لي لغتك وثقافتك ومجتمعك وفهم للبيئة مرتبط بهذه المكونات ..يعني الكلمة تدل على الماعون....الطالعة منو..
يعني انا كنت بغني في( اغنية) اذا جاز تسميتها اغنية .... الشحم دا..... اللحم دا...... ورا ورا ....... آيا...(الماعون الطالعة منو كيف فهمه وثقافته واحاسيسة ومشاعره وبعدين الهدف شنو وبتخاطب منو؟؟ الفن رسالة وقضية) وجدت انه لو قلتها لي اي زول تاني بخجل منها ....بعدبن وين البلاغة فيها ....بتخاطب منو.. بتخاطب فيني شنو.هل ديه الفن ... وسمعت هذه الاغنية......ورددتها لكي اتذوق طعم التخلف الذي وصل اليه الانحطاط ...الفني في مجتمعنا...... طبعا جاني ضغط.......
لكن استمعت لعثمان حسين ..... شريط كامل ....حتى الضغط فكا.....وجبت مصطفى وقعدت اذاكر ....عشان افهم وازيد بلاغتي شوية.....وجبت ابو عركي ..... وقلت انا بتهمني الكلمة المعبرة عن احاسيسي ومشاعري المصبوبة في قالب بلاغي ...والتي تدخل وجداني .....تعبر عني في المحافل ...ولا اخجل ان ادندن بها مع نفسي والآخرين .....وهذا الذي اسميه فنان لانه يحوي فن بلاغة الكلمة من لغتي ... يبوح بما في نفسي ويطرب وجداني ..ولا اخجل ان يمثلني ..
مثلا اتمنى ان تُغنى في كل المحافل الدولية اغنية انا سوداني ....... لانها عبرت عني بلاغة
وثقافة وتاريخا ولانها لم تتدرك شئيا يخصني كسوداني لم تحكيه .... هذا بعض من كثير ممن اثرو وجداننا وغرسوا كلمات منيرة في درب الفن علها تكون نبراسا يهتدوا به ......
ولكن في زمنا هذا ....... زمن الفنجطة الغنائية ....خلطوا التبر مع الرماد....وكل من هب ودب ممكن يكون فنان .......بس المقياس يكون بيعمل ربة......
وممكن تجد واحد مسمنو شاعر غنائي ........تلاقيه صدفة يقول ليك .......الله ....صوتك جميل (ويكون الواحد هناق) .......تعال لي بعد الغدا بديك كلمات....لكن تسجلها وتغنيها بكرة....هنا على طول بيكون خوازيق البلد زادت في اكبر الاجهزة الاعلامية.........