حليل زمن الفن الجميل:
جضرت كيتات كتيرة .. وكانت جميلة ......بي طرادة...توقف الكيتة كلها.... تحية لك .....وتكون هنالك اذاعة لاسمك ...والمبلغ الذي دفعته لكل الملأ ...وعلاقتك بالفلاتة ومهنتك ايضا تذاع... وكنا نحن اولاد( الارب) ننظر مبهورين لكضوم صاحب زمبارة الكيتة المنتفخة و الذي لا يكل ولا يمل من اخراج الالحان الجميلة وحسان الفلاتة يرقصن والنقارة التي لا تحتاج الا الى تسخين للجلد قرب لهب من اعواد القصب او حطب القطن.....
ولفت نظري تواضع هذا الفنان الذي لا يحتاج الا الى عشوة متوسطة ليست ندي قلعوية او ود اللمينية .... والتي تحوي اللحوم الحمراء والبيضاء وكل الوان الطيف الغذائي ..... الكيتاوي لا يحتاج الا الى ديك ويا حبذا لو كان معاه (بلبوط او قرموط سمك محمر بالزيت) او (قدو قدو) ... وهذه الاشياء لا تلكف كثير العناء حتى لأمسك المساكين....
لو دفعت خمسين قرش .... ينظر المذيع المقدم نظرة اعجاب لهذه الخمسين قرش كانها من كوكب آخر... والتي تساوي يومين عتالة او 3 مع( صحبة الكدنكة) لكي تستلمها..... وتساوي ملاح يومين للاسرة...... وهنا يقفز الى اعلى فرحا كأنه وجد كنزاً .......ويصيح صيحة توقف صاحب الكيتة من التزمير.... والنقارة تختم بنقرة تحية .. ويصيح المذيع معلناً ......ادريس أبد الردي ......سواق لوري.....نُس اتالة بتائين فلاتة يأتلو......مآهو في اللوري........من هلة الارب...... دفا خمسين قرش تهية للكيتة وهلة فلاتة ......وكل من حضر من حلة (الارب )فتيس يعرف ان ادريس شارك بي خمسين قرش......والخمسين كتيرة.....(70 تشتري عتود او عنبلوب) وكنا نشتري التسالي بي تعريفة........
الحين تغيرت الاحوال...والمزاجات......صار هناك فنانين من امثال عوض زكريا الذي تغني في المريبعية واللؤوتة .... ومهمد آدم الذي يغني لابراهيم عوض .....حى اننا حضرنا له .....كام حفلة ......ويعزف عود زي الهلاوة ...... وهو مظلوم .... مع الآخرين لانو .....الاذاءة بتاءة الارب (فيها خيار وفقوس) لو كان فيها تشكيل ... كان هو وعوض زكريا اليوم....من اهل الضلع..انا احب اسمع محمد آدم....اكثر من فنانين في الاذاعة ......لانو صحيح بغني لي غيره ...لكن اختياراته موفقة .....واحسن من هناقين كثار........وصوته جذاب ...ما فيه حموضة ....فيه حبة سكر شوية .....(.حلاوته في اللجنة لمّن بي هناااك.....)
انصهرت الحواجز بيننا فصرنا مثال للتعايش الجميل الراقي فهم في مناسباتنا في الافراح والاتراح ونحي هذا ونتمنى ان يحذوا الآخرين مثلنا حتى نكون نبراساً على ضوئه يهتدي الناس للوحدة في السودان عموماً.....
ونحن نري ان الفلاتة لهم اسهامات فنية في الوجدان السوداني ....ويكفي عشة الفلاتية ..وابو داوود...وغيرهم ....ممن لايحسون بحرج او نعرة في غابة القبائل السودانية .... بل ابو داوود اضاف النكتة ..... لكي لا يكون الطرب وحده الذي يدخل السرور.... بل ان الفن للجميع ....لذلك اري ان اخوانا الفلاتة الفنانين كما نسميهم في فطيس وهم في( الاصل برنو) ....مظلومين......
(ظلم بلوبلو من وردي).........
المواهب موجودة....لكن ما فيش غربال في الاذاعة والتلفزيون لغربلة وتذرية ناس العجاج ..والحت ...والرجفي..والكشف...
مافيش مواصفات واسس فنية راسخة وواضحة لفننا مع فنانيه لكي نحافظ عليه او نطورة في الجيل الحالي ......
الطيب اللحيدب
|