[ابودباره]

الحمد لله.. انتهت المباراة قبل أن تبدأ.. (فضوها سيرة بقى).. أمس قال السيد اليو قرنق اليو المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء في جنوب السودان (علمنا أن ستة آلاف فقط سجلوا أسماءهم في الشمال.. هذا أمر لا يصدق).. لكننا يا سيد أليو نصدق.. بل نستكثر الرقم.. وكل الذي نرجوه أن يصدق الجميع الآن أن الاستفتاء إنتهى بالضربة القاضية الفنية.. بتصويت 100% تقريباً لصالح الانفصال. الحساب واضح.. تسعة آلاف سجلوا في الشمال.. بينما سجل في الجنوب وفي أسبوع (1.3) مليون.. وسيصل العدد في الجنوب حتى نهاية فترة التسجبل إلى تخوم الخمسة ملايين.. بينما في الشمال.. لو بذل المؤتمر الوطني مزيداً من الجهد.. ربما يصل بالعدد إلى (15) ألف ناخب.. إذن أحسبوها!! وبدون أي شك أو تردد كل الذين سجلوا في الجنوب هم أنصار الحركة الشعبية أو المؤيدين لفكرة الانفصال.. فليس متوقعاً أن يغامر جنوبي بالذهاب بكامل عقله ورشده لتسجيل اسمه من أجل الوحدة.. أما الذين سجلوا في الشمال فأغلب الظن هم من الذين اقتنعوا بالتصويت من أجل الوحدة.. إذن نتيجة المباراة صارت مكشوفة.. بالضبط (99.7%) هي نتيجة التصويت لصالح الانفصال.. بحساب المسجلين طبعاً.. والقاعدة الذهبية أن التسجيل هو (الاقتراع الحقيقي).. إذ يعبر عن موقف محدد من عملية الاقتراع.. فالذي يذهب ليسجل اسمه في أي عملية اقتراع لا يفعل ذلك إلا بعد أن يحدد اختياره.. فيسجل اسمه لمناصرة الخيار الذي قرر أن يدعمه. بالمنطق.. لدينا مصالح معطلة.. البلاد كلها محبوسة في قفص الاستفتاء.. لماذا لا نخرج منه (ونشوف أشغالنا) طالما أن النتيجة باتت مكشوفة. الاقتصاد مجمد.. المشاريع معطلة.. التخطيط توقف.. كل ذلك لأن البلاد – تظن- أنها مقبلة على عملية مجهولة النتيجة.. الآن التسجيل حسم المعركة.. ومن الحكمة أن تنشغل الحكومة والشعب ببناء السودان الجديد.. سودان شمال خط العرض 12.. ونترك حكومة الجنوب تستفيد في ما تبقى من الزمن لتأسيس قواعد الدولة الجديدة.. فمن مصلحتنا نحن في الشمال أن تقوم الدولة الجديدة على أسس قوية.. لأن ضعفها سيقع على رأسنا قبل رأسها.. وأفضل لنا ألف مرة جارة قوية مستقرة.. من دولة (بنت سبعة).. تعذب نفسها.. وتعذبنا..!! بالله عليكم.. يا حكومة الشمال.. (سيبكم من حكاية الحركة ترغم الجنوبيين على التصويت للانفصال).. انتهى الزمن.. أجمعوا الكراسات..!! ومبروك لإخواننا في منبر السلام العادل.. حققتم النصر.. أنجزتم فصل الجنوب.. شكر الله سعيكم.. قوموا وأرجعوا إلى مؤتمركم الوطني.. يرحمكم الله!!
عثمان ميرغني