Thread: الشربوت
View Single Post
Old 11-13-2010, 10:58 AM   #3
 
عبدالمنعم
مشرف المنتديات الأدبية

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 26
السكن: الكلاكلة
المشاركات : 1,175
بمعدل : 0.23



عبدالمنعم is offline
Default


يحكى أنه في عيد من أعياد الأضحى .. بالسعودية
قامت سودانية بالمنطقة الشرقية بعمل شربوت من نوع ( شراب الفقرا )
و كانت مكوناته بالطبع : البلح و الحرجل و الهبهان و القرفة ..
وضعتْه في برميل صغير سعة 2 جردل كبير .. لأن ضيوفهم من نوع السيل غير المنقطع ..
و أوْدعتْ البرميل مخزناً صغيراً في ركن قصي بالشقة ..
أما زوجها و لأنه من مرتكبي جريمة أكل الكبدة من الخروف عندمايكون الخروف لا يزال تحت تأثير السلخ ..
فقد أضاف خلسة وفي غياب زوجته الهميمة ، أضاف ثلاث معالق ( خميرة بيرة )
مما جعل المشروب ( يصيبه الجنون ) و يثور و يفور في غضون يومين حتى تململ غطاء البرميل و تأبط شرا.. و أصدر هسيساً كهسيس الثعبان في كومة قش.
و ظنتْ الزوجة أن ثورة البرميل ربما كانت بسبب الكتمة التي يرقد فيها البرميل في المخزن المليء بالكراكيب ..
و رغم أن إبنها ظل يردد عدة أيام : يمة في ريحة غريبة في شقتنا..
إلا أن الأم كانت متأكدة من نظافة بيتها ..
فقام الأب بلكز إبنه في جنبه و قال له : نخرتك عاوزة نضافة .. أمشي ألْعب بعيد يا جنا..
ثم جاء العيد ..
كانت أول زائرة لهذه الأسرة جارتهم السعودية ... زوجة الرجل المتزمت ثقيل الدم ..
فناولتها السودانية كباية ( شوب ) مليئة بالمشروب البركاني ..
و هي تذكر لها المكونات مع التركيز على الهبهان الذي يحبه السعوديون مع القهوة.
فلحستْ السعودية المشروب دفعة واحدة ..
ثم مصمصتْ شفتيها .. و مطّقتْ
و زاغت عيناها قليلاً ..
و لأن الشربوت الغتيت من النوع الذي يمد لك يد الإستزادة منه .. فقد طلبت المرأة السعودية كوبا آخر ..
و هي تقول : فيهو شي زين و شيتن موب زين ..
ثم تلتْه بالثالث.. و الرابع.. حتى ثقل منها اللسان و صارت ( صاحية كالنعسان )
إبتسمتْ .. ثم ضحكتْ ضحكة رخيمة ..حتى دمعتْ عيناها ..ثم وقفتْ تتمايل ..
و خرجت مترنحة و هي تقول ( يا زين عصايركم يا السودان ) ..
و يقال أن الجارة المصرية قد سمعتْ السعودية المنتشية و هي ( تتدشا ) في الممر الطويل بأعلى صوتها .. و هي تقوم بالتمليس على بطنها و إبتسامة صفراء بلون الشربوت ترقد على شفتيها.
ثم دخلت السعودية شقتها …..و رزعتْ الباب خلفها ..
و ران صمت رهيب ..
الهدوء الذي عادة ما يسبق العاصفة ..
ثم شق السكون صوت السعودي زوج المنتشية و هو يزبد و يرغي : تشربين المنكر يا بنت الـ...... و كمان في يوم العيد ؟
ثم خبط على شقة السوداني متوعدا : أنا بجيب لكم الشرطة الآن يا اللي ما تختشوا .. تسوون المنكر في بيوتكم و كمان تسقوها لضيوفكم ؟
ثم إنطلق لا يلوي على شي ..
فأخذت السودانية مع أبناءها البرميل تحت جنح ظلام الليل و أودعوه أقرب برميل زبالة ،
و تنفسوا الصعداء بعد أن تم التخلص من جسم الجريمة ..
و العهدة على الراوي :
يقولون أن الزوجة السعودية كانت تغني طوال الليل و هي تضحك بين الفينة و الأخرى ثم تقول :

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآي ..

[gdwl]منقــــــــــــــــــــــ ـول[/gdwl]


التوقيع
التوقيع عند النجار

  Reply With Quote