View Single Post
Old 10-02-2015, 02:51 PM   #3
 
يوسف سعد
زائر

رقم العضوية :
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default رثاء ... كلمات حق فى عمنا مهدي ابراهيم التوم

المنى ايما الم وانهمرت دموعى تباعا لفراق ورحيل عمنا مهدي ابراهيم التوم ذلكم الرجل الورع التقى النقى ريحانة المسجد وحمامة القرية التى تسجع بذكر الله اناء الليل واطراف النهار رجل يلهج لسانه بذكر الله فى كل الاحوال حلوها ومرها وما ارتفع صوت الحق مناديا ( حى على الصلاة ) الا وكان العم مهدي اول الملبين يبدا مشوار اذكاره من نهاية الاذان حتى يفرغ من صلاته وعودته لبيته .. وهو رجل كل حياته لله وفى الله لايقعده عن بيت الله والصلوات الا مرض عضال .. حتى فى اوقات المصائب والنكبات التى ينشغل الناس فيها بمصابهم كان العم يسرع بالذهاب لبيت الله لتادية فرضه لانه كان يرى ان ليس مصابنا فى مصائب الدنيا ولكن مصابنا فى اضاعة حقوق الله علينا وفوق هذا وذاك فالعم مهدي رجل ربط الله على قلبه فخصة بخاصية امتصاص الاحزان وتحويل المحن الى منح والمصائب والبلايا مهما عظمت الى عطايا من الله ومع هذا فهو رجل مرهف وشفوق يتعامل مع الكل بمستوى واحد من الاحترام والتقدير كبيرهم وصغيرهم وهو رجل مرتب الحديث لا تجد من بين كلماته كلمة نشاز او خارجة عن المالوف ذو ثقافة عالية جدا اذا سالته عن شى اعطاك المعلومة بكل دقة .. رجل كان كل وقته لاخرته لهذا فان العم المهدي كان على اهبة الاستعداد لهذا الرحيل منذ ان تفتحت اعيننا على الدنيا وصدقا لقولى هذا فاننى اذكر عندما كنا صغار كان والدتنا عليها الرحمة توقظ اخوتنا اللذين يكبروننا سننا وهى تخاطبهم ( قوموا ي اولادي اسحروا دا صوت عمكم مهدي ماشي الجامع قبال الاذان ياذن ) هذا كان فى اواخر الستينات حيث كان طريقه للمسجد يمر عبر شارع بيتنا ( الزقاق) فبحكم ضيق الشارع وهدوء الليل كنا نسمع حتى خشخشة نعليه وهو يدعو ( اللهم اجعل من فوقى نورا ومن تحتى نورا ومن امامى نورا ومن خلفى نورا الى اخر الدعاء فكانا نشعر بالطمانينة واليقين عند سماع صوته ولهذا فمنذ صغرنا تفتحت مسامعنا على سماع ثلاثة اصوات فى فجر كل يوم جديد صوت العم مهدي يتلو كتاب الله ثم صوت المؤذن لصلاة الفجر ثم صوت الطيور على الاشجار تسبح بحمد ربها وبعد ان كبرنا اقتربت قليلا من العم مهدي ثم بدانا رحلة حلقات القران فى بيته والتى كان يديرها استاذنا حسن ابراهيم التوم عليه الرحمة حلقات كانت تضم كل ال التوم وجميعهم خيار من خيار وبيوتهم تحفها ملائكة الرحمة حيث هى مرتع لحلقات كتاب الله .. ذكرت هذا الامر لاننى اشهد الله م تعلمنا كيف نتلو كتاب الله الا من داخل بيت عمنا مهدي عليه الرحمة وذلك م لم نتعلمه حتى فى المدارس ولا الجامعات ولهذا ظلت هذه الحلقات عالقة بذهنى حتى الحضور فيها
وكنت عندما اكون عايد من المسجد كثيرا م تتداخل وتتشابك خطاي معه فكنا نتبادل الحديث وعندما نصل بوابة منزلنا بقف معى لنكمل حديثنا وفى اخره ا قول له ( عم مهدي ياخى م تتفضل شوي فبقول لى بارك الله فيك يا ابنى ثم يدنو قريبا
منى ويمسكنى من يدي وبقولى ي ولدي هسى لو دخلت معاك اخواتك ديل يقولن ليك م لقيت الا العجوز دا عشان تصاحبو ثم يضحك من داخل قلبلة ويعقبه مباشرة بلاستغفار ويفارقنى ولسانه يلهج بذكر
وكان اخر عهدي بالعم مهدي هو اجازتى فى عام 2013 فوجدت ان الصوت الذى كان يوقظنا ذهابا ومجيئا قد بدا يخبو فسالت فجاتنى الاجابة بان العم مهدي اصبح لم يستطع القدرة على الذهاب والمجى واشهد الله خرجت قاصدا زيارته والاطمنان عليه فطرقت الباب قادتنى الى مكانه احدى حفيداته فوجدته عليه الرحمة راقدا على سرير تحت الشجرة السدر فسلمت عليه وجلست معه ولان الرجل مرهف وحساس ظل تعذر لى معليش ي ابنى يوسف المقام مقام عواجيز لا يليق بكم انتم المغتربون ... بلغة عربية فحصى محببه جدا لدي خاصة من لسانه .. لم اذكر هذه الزيارة لاننى تفضل بها عليه لانه بمثابة الاب ولكن الذى لفت انتباهى فى هذه الزيارة له هو حالة التالف والتسامح والتراضى التى وجدتها ولمستها بين زوجاته الاثنين الحاجة فاطمة عليها الرحمة والحاجة حرم وهن الاتنين من القانتات والحافظات ولكن برغم غيرة النساء المعهوده الا ان القيم النبيلة طغت على كل شي فى مشهد قله ان يتوافر بين النساء
الا رحم الله العم مهدي برحمته التى وسعت كل شى وادخله فسيح جناته مع الصديقين والشهدا وحسن اولئك رفيق .. انا لله وانا اليه راجعون .. احر التعازى لابنائه وبناته وكل اسرة ال التوم

  Reply With Quote