View Single Post
Old 08-12-2012, 06:25 PM   #2
 
مصطفي احمد القرشي
زائر

رقم العضوية :
السكن: السعودية - الرياض
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

أمّا الصبر في المحن على أذى الظالمين وعند النوازل والبلاء، فإنّ العبد يستجلب الصبر ويستعين عليه بالآتي:
- ملاحظة حسن الجزاء.
- انتظار الفرج.
- تهوين البلية بأمرين؛ أوّلهما: أن يعد نعم الله وأياديه عنده، فإن عجز عن عدها وأيس من حصرها هان عليه ما هو فيه من البلاء، ورآه بالنسبة إلى أيادي الله كقطرة في بحر.. وثانيهما: تذكر سوالف النعم (في الماضي).
وسُئل الشافعي: أيها أفضل الصبر أم المحنة أم التمكين؟ فقال يرحمه الله: "التمكين درجة الأنبياء، ولا يكون التمكين إلا بعد المحنة، فإذا امتُحن صبر وإذا صبر مُكِّن؛ ألا ترى أن الله عزّ وجلّ امتحن إبراهيم (ع) ثمّ مكّنه، وامتحن موسى (ع) ثمّ مكّنه، وامتحن أيوب (ع) ثمّ مكّنه، وامتحن سليمان (ع) ثمّ مكّنه وآتاه ملكاً، والتمكين أفضل الدرجات، قال الله عزّ وجلّ: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ) (يوسف/ 56)، وأيوب (ع) بعد المحنة العظيمة مُكِّن، قال الله تعالى: (وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) (الأنبياء/ 84).

- خمس قواعد:


وجناح الشكر نصف الإيمان.. فالإيمان نصفان: نصف شكر، ونصف صبر.
وتظهر على العبد آثار نعمة الله، على لسان عبده ثناءً واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة.
والشكر كما يقول "ابن القيم" مبنيٌّ على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمته، وثناؤه عليه بها، وألا يستعملها فيما يكره.
فمن عظمت عليه نِعَم الله وجب عليه أن يتلقاها بعظيم الشكر، لاسيما أنبياءه وصفوته من خلقه الذين اختارهم، وخشيةُ العباد لله على قدر علمهم به.



- منفعة وإحسان:


وفي شكر المسلم انتفاعٌ له هو، فمنفعة الشكر ترجع إلى العبد دنيا وآخرة لا إلى الله.. (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) (لقمان/ 12)، فشكر العبد إحسان منه إلى نفسه، لا أنّه مكافئ به لنعم الرب، فالرب تعالى لا يستطيع أحدٌ أن يكافئ نعمه أبداً، ولا أقلها ولا أدناها.. فلا يستطيع أحدٌ أن يحصي ثناءً عليه، وقد أحسن الله إلى عبده بنعمه، وأحسن إليه بأن أوزعه شكرها، فشكرُه نعمة من الله تحتاج لشكر آخر.. وهكذا.
والعجيب أن من تمام نعمه سبحانه، وعظيم كرمه وجوده، أن يُنعم علينا ثمّ يوزعنا شكر النعمة، ويرضى عنا ثمّ يعيد إلينا منفعة شكرنا، ويجعل سبباً لتوالي نعمه واتصالها إلينا، والزيادة على ذلك منها: (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) (الزمر/ 7).

  Reply With Quote