[عوض خضر]

في التنك

بين محجوب شريف والقذافي

د.بشرى الفاضل
bushralfadil@yahoo.com

يقول الطاغية الأممي القذافي مخاطباً أهل بنغازي مهدداً في إحدى تقليعاته التي جاءت عبارة عن خطاب عبر الهاتف يبث على شاشة خالية من الصور المتحركة إنه سيطارد الخونة في بنغازي ويفتش عنهم بيت -بيت ، (حيطة - حيطة).وهذه الأخيرة إضافة جديدة لعباراته الشهيرة التي اشتهرت منها على وجه الخصوص عبارة (زنقة- زنقة) حتى سارت بذكرها الأغنيات والركبان.
لدى الشاعر الرائع محجوب شريف مقطع شهير في جميلتنا المستحيلة يقول فيه (فتشت عنك حارة –حارة ).محجوب يبحث عن الجمال والعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية حارة- حارة أما الطاغية الأممي فيبحث عن أفراد شعبه العصيين الخفيين على نيرانه في بنغازي بينما هم يتظاهرون في الساحات علناً ونشاهدهم عبر الفضائيات.القذافي ينكر أنه قامت مظاهرات في ليبيا اساساً وتلك التي قامت هي فقط تلك المظاهرات المعلبة المحروسة بالقناصين والدبابات لتهتف باسمه من بعد الله مباشرة : (الله ومعمر وليبيا وبس).وهو من أسخف الهتافات التي يسمعها المرء في حياته.
لم يبق للقذافي وعائلته في ليبيا سوى أن يستسلم لإرادة الشعب.ألا يقول هو نفسه إنه سلّم السلطة للشعب منذ عام 1977 عبر المؤتمرات الشعبية ولم يعد يحكم؟ هاهو الشعب يستلم السلطة الآن وغداً عندما يتم تفعيل بند حماية المدنيين في قرارات مجلس الأمن ستخرج طرابلس الثائرة الغاضبة الموجوعة المكلومة بسبب دماء شهدائها التي سالت في أول أيام ثورة 17 فبراير. تخرج طرابلس وتضرب باب العزيزية مخبأ الطاغية الأممي في التنك.ثم تنصر مع شقيقتها بنغازي للشعب الليبي الذي سيفرح ويغني بصوت محجوب الشاعر حارة- حارة.

صحيفة الخرطوم