View Single Post
Old 08-15-2012, 04:58 PM   #2
 
مصطفي احمد القرشي
زائر

رقم العضوية :
السكن: السعودية - الرياض
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

- فقراء وأغنياء:

التردي الاقتصادي العالمي قَسّم العالم إلى قسمين، غني وفقير، فالفقير ضاقت أمنيات أدعيته، بينما الغني يريد المزيد، وفي هذه الليلة وقف محمد أحمد على أحد أرصفة غزة، يدعو الله أن يتوب عليه من بيع الفول، لكن أمنياته لم تتعد العمل ببيع الكباب الذي يحتاج رأسمالاً أكبر، رغم إنه خريج جامعي، وعلى الجانب الآخر من الرصيف المقابل، كان بائع الكباب عمر ياغي، ينتظر المساء، ويدعو ربه أن يخلصه من رائحة الشواء والدخان والوقوف أمام الفحم المشتعل، حتى لو عمل بائعاً للفول.
ويذكر عبدالله أحمد، من البحرين، يوم رأى اسمه ضمن قائمة الفائزين في جوائز البنك الأهلي قرأه مئات المرات، وردد: "نعم إنّه اسمي، والحساب باسم ابني، محمد، كانت هذه دعوتنا أنا وزوجتي في ليلة القدر رمضان العام الماضي، يتابع عبدالله من البحرين: "تمكنت من تسديد إيجار بيتي لثمانية أشهر، بعد أن كدت أطرد منه".
وفي الجانب الآخر من حي في غزة، كان أبو شادي، يقف أمام كتبه، يرتبها بعناية ثمّ يعيد ترتيبها، وهو يمسح عرق جبينه، في درجة حرارة تجاوزت الخمسين، يتلفت يميناً ويساراً، دون أن يرى راغباً بالشراء، اعتبر دعاءه في ليلة القدر خاصاً، وهو أن تجد كتبه من يشتريها أمام طغيان ثقافة الإنترنت، يتابع: "منذ سنوات دعوت الله أن يريح العالم من مسبب حصار غزة، الذي منع دخول الكتب والمجلات إليها، وقد استجاب الله إلى دعائي".
ولكن لا مهرب أمام أم إبراهيم بائعة خضراوات متجولة، من مصر، من تجنب سوء معاملة المزارع التي تمدا بالخضراوات، فتدعو الله أن يرزقها ولو بقيراط أرض تزرعه، وتبيع خضراواته.
الدكتور الأردني، حسين الخزاعي، خبير اجتماعي يدعو أن تتوقف معاناته ومعاناة زوجته وأبنائه من ركوب التاكسيات، وأن يقدره الله ويتوب عن المواصلات بشرائه سيارة مرسيدس موديل 2012، يستدرك: "ليلة القدر الماضية تمنيت أن أترفع لدرجة أكاديمية عليا، وأن أشتري بيتاً، وتحققت هاتان الأمنيتان".
لكن موظفاً إماراتياً طلب عدم ذكر اسمه، يريد نقوداً لم يحدد قيمتها، المهم أن تكفي إطعام أولاده، وتسد حاجتهم من البامبرز، على أن يتخلص هو من الوظيفة، التي يعتبرها عبودية، ويتفرغ للكتابة!
نواف المحمد شاب سعودي، بدا ضجراً من راتب والده الموظف الذي لا يكفي لتلبية احتياجات المنزل، ويتمنى أن يعينه الله للحصول على وظيفة، يعلّق: "لا بأس أن تتحقق أمنية حياتي بامتلاك سيارة كباقي زملائي".

  Reply With Quote