[نضال احمد]

"أين أزمعت أيها الهمام،، نحن نبت الربى وانت الغمام"
بالأمس غاب الشيخ حمد الشيخ عبدالباقي فكانما غابت الشمس وحل بالكون الظلام، "خرجوا به ولكل باك حوله صعقات موسى يوم دك الطور"
اليوم غاض نبع روي من بحور العربية، لغة الضاد، وانهد ركن ركين منها طالما اوى اليه طلاب العلم في قرى الجزيرة ومدارسها، كانوا يجلسون بين يديه فيجدون فيه السماحة والفصاحة والتقى والبأس أجمع والحجى والخير، ولكل من تتلمذ على يديه معه ذكر وذكرى من فعال وخلق وله إرث من الحكمة والحلم وحلم اﻵخرين.
الشيخ حمد بن الشيخ عبدالباقي أزرق طيبة. خرجوا به يوم الجمعة الثالث عشر من أكتوبر 2015 فكأنما رضوى على ايدي الرجال تسير، كمال قال ابو الطيب:

أمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ
فيها الضّياءُ بوَجْهِهِ والنّور
ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى
أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ
ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسير
خرجوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ

والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مريضَةٌ
والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُور
وحفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَه
وعيون أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ

حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ
في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ

بمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلَى مِن مُلْكِهِم
غف وإثْمِدُ عَيْنِهِ الكافُور
فيهِ السّماحةُ والفَصاحةُ والتّقَى
والبأسُ أجْمَعُ والحِجَى والخِيرُ

كَفَلَ الثّنَاءُ لَهُ بِرَدّ حَيَاتِهِ
لمّا انْطَوَى فكأنّهُ مَنْشُورُ