Thread: الهالة
View Single Post
Old 07-25-2011, 10:45 AM   #5
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

4

وجد عبد الباسط والدكتور البنهاوي أنفسهم محاطين برجال ملثمين ..
يحملون البنادق ..وإقتادوهم إلي خيامهم المنصوبة حول بئر مياة ..
قابلهم شيخ كبير في ترحاب .وتهلل وجهه مرحبا بالدكتور ..
بدت علامات الأطمئنان علي وجه البنهاوي حين رآه ..
أحتضن كل منهما الآخر في ود ..وقال الشيخ ..
- ما الذي عاد بك يا شيخنا ..بعد أن كاد الملعون أن يفقدك حياتك ..
وأومأ البنهاوي برأسه في أتجاة عبد الباسط ..مجيبا ..
- لقد حلت رحمة الله عليكم ..وأرسل جند من جنوده المخلصين ليخلصكم
- أهذا الفتي ؟ هو من سيخلصنا من هذا الملعون ..
أنظر إلي القرية والخراب الذي حل بها ..
وأستمع إلي أصوات الفاجرين ..الذين تبعوا الملعون ..
لقد تركنا القرية ..وأبينا أتباع خطوات الشيطان الرجيم ..
هنا علا صوت عبد الباسط في نبرة قوية إيمانية ..
- بسم الله الرحمن الرحيم ..قال ربِ بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض
ولأغوينهم أجمعين ..إلا عبادك منهم المخلصين ..قال هذا صراط مستقيم ..إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ..إلا من آتبعك من الغاوين..
صدق الله العظيم ..أذن أنتم المخلصين ..وليس له سلطان عليكم ..
فثقوا بالله ..وواجهوا الملعون بقلوب ثابتة ..وإيمان راسخ ..
فسيظل الشر إلي قيام الساعة..وسيدحره الخير ويهزمه في كل مرة
وهذا وعد الله لعباده المخلصين..
وسيظل المخلصين يحاربونه ويدحرونه في كل زمان ومكان ..والله معهم ..وناصرهم ..
صرخ الشيخ من قلبه مرددا ..
- الله ..الله ..يا شيخنا ..نحن معك وكلنا ثقة في الله ..هيا يا رجال ..
تقدمنا يا شيخنا وكلنا معك ..
تقدم عبد الباسط وعلي يمينه البنهاوي وعلي يساره الشيخ ..وخلفهم الرجال ..
وعندما وصلوا إلي أطراف القرية ..
سمعوا أصوات كلاب تنبح بأصوات عالية من جميع أرجاء القرية ..وهي تتجه نحوهم وتقترب من مكانهم ..وظهرت الكلاب من كل صوب وأتجاه وهي تنبح
بنباح ليس كنباح الكلاب ..بل نباح يزرع الخوف والرعب في قلوب أعتي الرجال وأشجعهم ..وبأشكال ليست كأشكال الكلاب ..
بل أشكال أقبح الوحوش وأشرسها ..يخرج الزبد الأخضر من بين أنيابها عيونها الحمراء بلون الدم يتطاير منها الشرر ..
تجمعت هذة الوحوش الشيطانية أمامهم ..وهي تكشر عن أنيابها لهم ..
تراجع الرجال مهرولين فارين فزعا وخوفا ..
إلا عبد الباسط والبنهاوي والشيخ ..
الذين أغمضا أعينهما وأخذا في قراءة الشهادتين ..
أخذ عبد الباسط يحدق في عيون الوحوش الحمراء ويقلب بناظريه بينهم ..
وحين رأي الهالة السوداء المحيطة بأجسادهم ..علم أنهم من جند الملعون
وتذكر كلام أبيه ..وأخذ يردده ..
- سيهديك الله سواء السبيل ..فثق بالله ..فأنت من جند الله ..وستحميك
هالتك ..
تقدم بخطوات ثابتة نحوهم ..وعندما أقترب منهم ..أزداد نباحهم شراسة
وبدأوا يقتربون منه في تحفز ..
والبنهاوي والشيخ ينظرون إليه في ذهول ..وقد تسمرت أقدامهم بالأرض
ركع علي ركبتيه ..وملأ كفيه بتراب الأرض ..ووقف وهو يطوح يديه ..
وينثر التراب علي وجوههم ..صارخا من قلبه ..
- وجعلنا من بين أيديهم سدا..ومن خلفهم سدا..فأغشيناهم فهم لا يبصرون..
ومر بينهم وتخطاهم والكلاب ما زالت تنظر أمامها في نباح متواصل ..
حتي تخطاهم ووقف خلفهم ..وأشار إليهم أن يتقدموا ..
تقدم البنهاوي والشيخ وأقدامهم تصطك في بعضها..وعلامات الفزع والخوف بادية علي وجوههم..وهم يمرون وسط هذة الوحوش الشيطانية..دون أن تراهم أو تلتفت ناحيتهم..
وواصلوا المسير خلال طرقات القرية ..متجهون إلي البيت الذي يقبع فيه
الملعون إبن الملعون ..وينشر منه شره وخرابه ..ويعيث فسادا في أرض الله
فوجئ البنهاوي والشيخ ..بفتيات القرية الصغيرات الجميلات ..تقفن عرايا
أمام دورهن ..وكلما مر عبدالباسط بالقرب من أحداهن ..
ترتمي علية وتنادي فيه شبابة وفحولتة ..وتحاول بشدة و إستماتة ..أدخاله لبيتها ..
يدفعها عبد الباسط بقوةوعنف.. غاضاً لبصره..ويسير في طريقه في عزم وأصرار..
وفجأة ..أنتابته قشعريرة..وشعر برعدة في جسده وكأنها ذبذبات تستقبلها هالتة
رفع عينيه ..فوقع بصره علي بيت يحوطه ضباب أسود اللون يكاد أن يخفيه..
تعلوه سحابة سوداء داكنة ..
طلب من الشيخ أن ينتظرهم في الخارج ..تناول الشيخ يد عبد الباسط في رجاء
- أُقَبل يدك يا شيخنا ألا تحرمني.. من أكون من جند الله المخلصين ..
حتي لو كانت حياتي هي الثمن ..
- شريطة ألا تتدخل بشئ..وتثبت قلبك و إيمانك وتثق في الله ..
توكلنا علي الله القادر الجبار علي كل جبار..
دخل الثلاثة من باب البيت يتقدمهم ..عبد الباسط بخطوات ثابتة ..
ووقفوا في صحن الدار ..ينظرون في كل أتجاة ..ويتعجبون من هذا الهدوء
والصمت الذي يغلف المكان ..
وأشار البنهاوي إلي الغرفة المكبلة بها الفتاة ..
توجة عبد الباسط إلي الغرفة ..وعندما أراد البنهاوي أن يدخل معه ..
أشار إليه أن ينتظرة بالخارج ويدعة يدخل وحدة ..
تقدم عبدالباسط بخطوات ثابتة ..
ومد يده وفتح باب الغرفة وأغلق بابها عليه ..
أخذ يقلب بصره في أرجاء الغرفة ..بحثا عن الفتاة المكبلة بالسلاسل علي سريرها..
بهت عندما لم يجد الفتاة المكبلة علي السرير ..
بل وجد علي السرير ......

نواصل ..

  Reply With Quote