ولورود الماء بخاطري ذكريات :
كانت بيارة السوق والتي يشرف عليها العم عبدالله هاشم كثيرة التوقف لذلك كنا بحاجة دائمة للذهاب للمسجد واحيانا كثيرة لمنزل المرحوم حميدة (نسال الله له الرحمة )حيث يقل الازدحام كلما اتجهت شمالا فمن كانت لا ترغب في الانتظار عليها ان تبتعد اكبر مسافة ممكنة ناحية بيارة الشيخ عليه الرحمة حتي يتسني لها العودة مسرعة لتقوم بتكملة ما لديها من واجبات بالمنزل .
كنا نذهب في شكل مجموعات وبالرغم من بعد المسافة والتي كانت في الخريف تبعد اكثر ما يكون نسبة لاننا كنا نسلك الطرق الجافه الا انها كانت تمثل متعة حقيقية اذ كنا نقضيها ثرثرة وفكاهات وونسات لاتخلو من نميمة وجلب الاخبار الغائبه عن بعضنا بعضا.
عند الماسورة تجد الجركانات وقد رصت بنظام والجميع بانتظار دورة دون ضجر او ملل بالرغم من بعض الاختلاسات التي كانت تتم عند بعض المعارف حيث يتم ملي بعض الجركانات دون ان تمر علي الدور وكثيرا ما جر هذا التصرف مشاكل كثيرة قادت الي الضرب عند كثير من الاخوات.
احيانا كثيرة كانت تنقطع المياة قبل ان يكتفي الجميع ولكن بروح طيبة ونفس راضية كان يقوم اصحاب المنازل بملي جميع الجراكين من مخزونهم الخاص من الماء .
رحم الله ذلك الزمان
فعند اخر زيارة لفطيس لاحظت الموتورات بصورة واضحة وان الجميع قد امتلك صهاريج وصارت المياة بالدُش بعد ان كانت حفرة عميقة تصل اخرها بمدرجات .