View Single Post
Old 08-01-2010, 11:29 AM   #13
 
عبدالمنعم
مشرف المنتديات الأدبية

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 26
السكن: الكلاكلة
المشاركات : 1,175
بمعدل : 0.23



عبدالمنعم is offline
Default


عجبي من رِمةٍ ترفلُ بين الرممِ
نسيَتُ سوءَ مآلِ الأممِ
وسَعَتْ في باطلٍ عُقباهُ غيرُ الالمِ
ومُطيفِ الندمِ
والسأمِ
غصةُ الموتِ ، وإن مُدَّ لها في فسحةِ العمر قليلْ
فالذي يعقبه القبرُ ، وإن طالَ مَدىً ليس طويلْ
والسؤال الحقُ : ماذا بعدُ ، ماذا بعدُ ؟ ماذا بعدُ في هذا السبيلْ
يرتجيه الآدمي ؟

أإذا مِتنا انتهينا للأبد
غير ما يَمسِكُ دهرُُ أو طبيعهْ
أم بدأنا من جديد
كيف أو أين سؤال هائل لن نستطْيعَه
أفَمَن يذهبُ عنّا سيعودْ
مثلما تزعمُ شيعه

ثم هل عاد أحد؟
أم له في داره الأخرى خُلودْ
بعد أن يسترجَع الله الوديعهْ
بكتابٍ وأمدْ
ضلّ من يبحث في سر الوجود
بالذي أنكر أو فيه اعتقد
فاجعل الموتَ طريقاً للبقاء
وابتغِ الحقَ شريعه
واسلِك الفضلَ وقل يا هؤلاء
خاب قومُ جحدوا الفضل صنيعه
إن للفضل وإن مات ذووه لضياء
ليس يخبو – فأسالوا أهل النهى
رُب ضوءٍ لامعٍ من كوكبٍ- حيث انتهى
ذلك الكوكبُ آلافاً وآلافا سنينا
يا رياحَ الموتِ هُبي إن قدرتِ اقتلعينا
اعملي أسياخك الحمراء في الحي شمالا ويمينا
قطّعي مِنا الذؤابات ففي الأرض لنا غاصت جذور
شتتينا ، فلكم عاصفةُ مرّت ولم تَنس أياديها البذور
زمجري حتى يُبحَّ الصوتُ ، حتى يعقبَ الصمت الهدير
اسحقينا وامحقينا
تجدينا.. نحن أقوى منك بأساً ما حيينا
وإذا يبعث فيهم كلَّ ما يبرِقُ فينا
فلنا فيهم نشور
طفلنا حدّق في الموتِ ملياً ومِرارا
ألفَ الأحزانَ تأتينا صِغاراً وكبارا
ومَرَى الدمعَ غزيراً ، ورعى النوم غِرارا
ورأى والدَه يخطرُ للموتِ ونعشاً يتوارى
لن يراه مرةً ثانيةً قطُ إِلى يوم الحساب
ذاكِراً عنه حناناً وحديثاً وابتساماتٍ عِذاب
كشموشٍ لا يني يأملُ أن تشرق من بابٍ لباب
كل يوم ولنا في البيت مأتم
وصغير ذُبحت ضحكتُه يومَ تيتم
كلما مَرتْ بِنا داهيةُُُُُُُُُُُ ُ تسألُ عيناه عن الشرِ المُغير
ويرى من حولِه أمراً مريباً وغريباً ورهيباً فيثور
أمه في جَلَدٍ تدعوه أن يَسكَت لكنْ صوتُها فيه اضطراب
واكتئاب.
وهو يدري فعيونُ الأم للإبن كتاب
وهو بالمحنةِ والموتِ الذي جندلنا جدُّ بصير
حلمُه صار حكيماً وهو طفلُُ ُ في سريرْ
فهو يزدادُ بما حاقَ بنا حُزنا وحزْماً ووقارا
وانفعالاً كلما عاثَ بنا دهرُُ وجارا
هكذا يُطرقُ فولاذُ البطولاتِ ويُسقى بالعذابْ
فلهُ في غدهِ يومُُ كبيرْ
يوم أن يَدلجَ في وادي طُويّ يطلبُ نارا
والِجاً هْولاً ، خائضاً نقعاً مُثارا
وغمارا
ضاحكاً في حنكِ الموت على الموت عُتّواً واقتدارا
وقد استل كسيْفٍ بارقٍ جُرحاً عميقاً في الضميرْ
خبّراني ، لهفَ نفسي :
كيف يخشى الموتَ من خاشَنَهُ الموتُ صغيرْ
في غدٍ يعرف عنّا القادمون
أيَّ حُبٍ قد حَمَلْناه لَهُمْ
في غدٍ يحسبُ منهم حاسبون
كم أيادٍ أُسلفت منا لهم
في غدٍ يحكون عن أنّاتنا
وعن الآلام في أبياتنا
وعن الجُرحِ الذي غنّى لهم
كل جُرحٍ في حنايانا يهون
حين يغدو رايةً تبدو لهمْ
جُرحُنا دامٍ ، ونحن الصابرون
حزننا داوٍ ونحن الصامتون
فابطشي ما شئت فينا يا منون
كم فتىً في مكةٍ يشبه حمزة؟
بالخشوعِ المحضِ والتقديسِ والحبِ المُقيم
واتّضاعٍ كاملٍ في حضرةِ الروح السماويِّ الكريمْ
التحياتُ لها.
ليتَ لي في الجمرِ والنيران وقفهْ
وأنا أشدوا باشعاري لها
ليتَ لي في الشوكِ والأحجارِ والظُلمه زحْفه
وأنا اسعى بأشواقي لها
ليتَ لي في زمهريرِ الموتِ رجْفه
وأنا ألفظ أنفاسي لها
ليت لي من ألمٍ طاغٍ مَحفّهْ
وأنا أحملُ قرباناٍ لها .. وهديه
فأنادي بإسمها الحلو بلهفهْ
لك يا أمَّ السلام.
والتحية
وجبيبني في الرِّغامْ
التحياتُ الزكياتُ لها ، نفسُُ زكيّه
رسمُها في القلبِ كالروضِ الوسيمْ
صنعتنا من معانيها السنيه
وستبقى منبعَ النورِ العظيم
يا قبوراً في عراء الله ، حسبُ البشرية
إنكم من ذوقِها العالي صميمْ
سنواتٍ عشتموها أينعت
حُفَّلا بالخير والحب الحقيقي
ومضيتُمْ فتركتم أثراً
نَبْشَ إسماعيلِ في القَفْرِ السحيقِ
يا أحبائي ويا نبضَ عروقي
كنتم القدوةَ بالخيرِ الوريق
فاهنأوا ، نحن كما أنتم على ذات الطريق
رُبَّ شمسٍ غَرُبتْ والبدرُ عنها يُخبرُ
وزهورُُ تتلاشى وهي في القفر تعيش
نحن أكفاءُ لما حل بنا ، بل أكبرُ
تأجُنا الأبقى وتندكّ العروشْ
ولمن ولَّي حديثُُُ ُ يؤثرُ
ولمن ولّى حديثُُ ُ يذكرُ
***


التوقيع
التوقيع عند النجار

  Reply With Quote