View Single Post
Old 04-07-2013, 07:12 AM   #22
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

السياره تنهب الطريق الضيق يجلس إلي جانب السائق الذي يتمايل مع أغنيه صاخبه شاب يبدو وجهه قد تعرض للنفخ كما أن ( كرشه ) تتدلي


لترقد علي فخذيه الملتصقان تماما لون بشرته يوحي بأنه لم يتعرض للشمس مؤخرا وملابسه الأنيقه وعطره يدل علي عودته من غربه طويله

كلما إقترب من هدفه كلما إزداد وجيب قلبه كل شئ حوله يبدو ( اغبشا ) مغبرا حتي وجه السائق الذي ينافس المغني ذو اللكنه الغريبه في أغنيته

السريعه التي يصعب معرفة معانيها خشخش كيس التمباك في يد السائق وتسللت رائحة التمباك النفاذه الي خياشيم العائد رائحة التمباك مختلفه


قويه مسيطره تسافر به بعيدا نحو فترة ماقبل الرحيل غمغم مقاطعا الأغنيه الصاخبه

- لو سمحت ( ثم مد يده البضه السمينه ناحية الكيس الذي أوشك السائق علي إعادته الي جيبه )

نظر إليه السائق قليلا ثم ناوله الكيس دون أن ينبث ببنت شفه

عندما أعاد الكيس الي السائق المنهمك في ترديد الأغنيه الثانيه

كانت ( سفه ) ضخمه قد أعتلت شفته السفلي ومن عينيه طفرت نظرة إرتياح عميقه

كلما إقترب من هدفه كلما إزدادت ملامح الطريق غرابه الطريق علي الجانبين

لاتحفه شجيرات العشر والسنط والأعشاب الموسميه كما توقع

وإنما أرض جرداء ظهرت عليها أخاديد تبدو كالشلوخ وتتجه نحو مجري النهر القريب

حافلات نقل الركاب فارهه ضخمه مسرعه في الإتجاهين

ترجلا حسب طلبه وقصدا مطعما في مدينه علي الطريق

كل شئ يبدو متسخا الوجوه الايدي الأواني المياه الأرض الذباب يهاجم كل شئ بداية من الطعام وحتي وجوه الجالسين

داخل المطعم لفت انظار الجميع وتابعوه حتي جلس ثم إنصرفوا الي طعامهم

عافت نفسه الطعام لكنه حاول مضغ بعض قطع اللحم التي بدت له غير ناضجه حتي لايمتعض رفيقه الذي

هجم علي الطعام بنهم واضح

المياه الغازيه كانت جيده جعلت السائق يتجشأ بصوت عالي

واصلا المسير وكثير من الرضا يبدو علي السائق الذي لم يخلو فمه من التمباك

سافر العائد بعيدا خلف صبي حافي القدمين يحمل الطعام لوالده في الحقل القريب من القريه

ثبت مخيلته عامدا علي الساقين الناحلتين وقارنهما بساقيه الضخمتان الآن

عبرت السياره المدينه القريبه من قريتهم

عنّ له أن يشتكي من ضعف جهاز التكييف في السياره لكنه تراجع تحت ضغط إنصراف السائق عنه

عذبه إنصراف السائق حاول كسر الحاجز الذي صار سميكا الآن

- هل تعرف هذه المنطقه

-نعم قريتي لاتبعد كثيرا

- هل تعرف أناس في قريتي

- لا ولكن سمعت الكثير عنها وعن سوقها وقديما كانت بعض فتيات قريتنا تدرس في مدارسكم

لاحت القري المجاوره تفرس في كل شئ البيوت التي تبدو تمارس قيلوله طويله

الطرقات الملتويه المجاري المائيه المتدفقه علي الطريق الحقول المتقزمه

كل شئ يبدو مختلفا في مثل هذا الوقت كان كل شئ يبدو مبتسما

ثم غادرت السياره شارع الأسفلت الضيق الي طريق مترب الترعه تبدو وكأنها طمرت تحت أطنان الطمي الذي تحول الي تراب ناعم

الحقول في الجانب المقابل للترعه تتمتد حد البصر هنا الخضره أكثر دكنه والنباتات تجاوزت مراحلها الطفوليه

ثم لاح الكبري الصغير والمقبره الآن تكتنفها أشجار السنط تبدو خضراء وسامقه

الشارع الرئيس ترك الخريف عليه اثار لن تمحي قريبا السياره تتمايل والسائق بدأ عليه التأفف
صبيان علي جانبي الطريق يحدقون الي السياره أرتفع صوت الآذان عاليا مماجعله يجفل قليلا

من بعيد لاحظ تزاحم الناس قرب السوق ازدرد ريقه بصوت مسموع والسياره تنحشر في الزقاق الذي يضم منزلهم

امام البيت لاحظ صبيه تراقب الطريق ثم أرتفعت زغروده فيها الكثير من الفرح والترحيب كما أنها

تمثل إيذان بإنطلاق فرحه الخاص الذي إنتظره طويلا

  Reply With Quote