View Single Post
Old 07-25-2011, 03:57 PM   #1
 
عارف عبد الرحمن

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 42
المشاركات : 1,617
بمعدل : 0.31



عارف عبد الرحمن is offline
Default ليالي الظعين .بقلم : حيدر سيدأحمد

إرتحلت غيمة موجعة خلال خيوط الشمس الذهبية ، والتي تقبل الأرض بكل ذلك الدفء المحزون . كل ذرة من رمال المسافة يشمها .. يضمها .. علَ نواصي النبتة تنعت عن الارض . علَ أم بشار همتَ بفرحها القديم وبللت حرقة الرمال بندفها .. رطبها وطلها .
الأصهب يحن لدمره ومربده ليطبق الخطو في ساحة الربع فيه . ليت فرح مقام والحسن يتمخطر علي جنبات ( الفريق ) نغمات موشوشة يحملها النسيم علي ضياء القمر .
الليل مكلوم ينسل منه النهار .. الركب ( للنشوغ ) حزيناً سار , ما أجمل الظباء وهي تسير علي مهل.. بكل ذلك الرونق ، ما أسحرها وهي تلتفت .. وتنطلق كسهم بكل ذلك العنفوان ، وهي تسير بحثاً عن ( روينتها ) التي كتب عليها الترحال الي اللامكان . تهزها حركة المكان بالفزع ( تويا ) تجاذبتها الرياح الي عروضها ( خط عروض الخيل ) . زغرد الفرح علي مشارف الدمر . النجيمات يبتسمن .. الحمائم تنقش دربها ذاك علي الخدود أغنية للدروب .
وجهه متماسك القسمات يشد البندقية ، وجدانه يتضمخ شذي ينثال كندي علي زهر وخضر . يحن للدمر وتشده ( الشواقير ) البعيدة للرحيل . كورال متناغم . الحداء .. الثغاء .. الرغاء .. والفرح .
الغضب علي زناد البندقية . كم من ذهب وما عاد . عفًرته ذرات الرمال .. إمتزجت بالأحمر القاني .. أرسلت عليه سفايتها تلك والعيون كصدفتان تبحلقان في اللا منتهي ..
يثكلهن اللواتي تركهن يتضوعن أنوثة في ( الفريق ) بكلمات كالرصاص أو أشد، الغضب في صدور الرجال كالبركان ، الريح تنوح والحزن يزمجر .
تتمطي الأيام باهتة .. يحن للدمر ولافراغ جوف البندقية . الجبال تتراءي دائرية كلما عبرها أمتدت دائرة أخري والرمال تتلاحق .. الشجر يتناثر .. الأودية تطل كأبتسامة بعد وجد ، الماء يتدفق في ( الاضوات ) كمقيل بعد سفر وسهر وشوق .

فليمضي إن كان الفناء غسلاً للجراح ..
فليدمر إن كان المدمر شوق المسافة ..
فليذهب الي الشواقير بالفرح والأمن ..
وليكسر البندقية ....


حيدر سيدأحمد
حمرة الشيخ ... 1985


التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC] رعتني أرضها طفلا…… فكيف أسومها غدري
وأصبو لذاتها عمري …… وحق لخيرها شكري
  Reply With Quote