View Single Post
Old 10-07-2010, 03:31 AM   #16
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.42



صادق محمد عوض is offline
Default

ـ تعلمين يا شابة ذلك البستان الأخضر ليس فقط مكاناً لترويح جبادة وأعوانه بل هو ممنوع لسائر الجراد الذي يدمغونه بشبهة الإطاحة بالحكم كما يوجد به الثقب الأسود. وتساءلت جريرة
ـ الأسود؟
ثم أردفت:
ـ برية ما سمعت بيه.
قال جراري ـ بالحيل ذا بلاك هول الرهيب
وقال جرداق
ـ هنالك لدينا ضحايا من الجراد ولا نعرف إن كانوا قتلى أم أحياء.
واضاف جارودي
لجة الثقب الأسود ما لها من قرار تحوم بداخلها كائنات شبحية مرعبة يقال إنها تنتمي للجراد العالمي الجامبو وقد جاء بها جبادة لتخويف الجراد المشاكس.
شهقت جريرة هلعة فقد شاهدت الجامبو في البستان .وقال لها جرداق متسائلاً
- من الواضح أهم كانوا متسامحين تجاهك. هذه هي طبيعة الجراد الدموي. دائماً تجدينه متقلب المزاج. هل سألوك عما جاء بك إلى هناك؟
و قالت جريرة
ـ لا. في المرة الأولى تلقيت لطمة كأنها من شاكوش أما في الثانية فكنت أنا سيدة الموقف.
وقال لها جرداق
ـ لا تكوني ساذجة فلا أحد غيرهم هناك يتسيد الموقف هم كانوا على علم بقدومك من كل بد.
ولمع في دماغ جريرة خاطر من الشكوك من جديد حول جرة.
وقالت عتبة
ـ اختفى ربع سربكم هناك أما الربع الآخر فذهبت به الدياسبورا.
قال جرداق
ـ بهذه الإحصائية لن يستقيم الحساب . لكن السرب هلك أو تبدد وعلينا نظمه من جديد حتى يعود مثل زهر الغابات في كثرته وألوانه الفاتنة. السرب قوة وعندما يصبح الجراد كتلة ينبثق ضوء الكون.
وقال جابودي
ــ هيلاه يا شاعر هيلاه.
قال جراري
ـ سنخرج أنا وجابودي لنجلب لهذه السيدة شيئاً تأكله.
لكن عتب أعترضت
ـ لا هذه ضيفتي. وخطت نحو جريرة وقبلتها ثم..تب..تب.. تقافزت بمرح نحو الشاطىء لكن جابودي خرج في إثرها يساعدها كما يساعد في التقريب بين سلالة جراد القبوط والجراد الذي ينتمي هو إليه. مكث جابودي وعتبة بعض الوقت قرب الشاطيء وهنالك أحس مرة أخرى أن القربى من آل قبوط ممكنة. لا تحبذ عتبة كلمة قبوط بالتشديد رمزاً لسلالتهم فهي جبورة وفي أسوأ الفروض قبورة كما يحب أن يطلق البشر الإسم.
وسألت عتبة جابودي بكل جرأة وقد أدركت مراميه الخفية
ـ حسناً .هب أنا وافقت فماذا ستفعل بعقيدة الجيم. أنتم معشر الجراد اللوكست دوغمائيون
وصاح فيها جابودي ممازحاً
• لا عاجبني انتو يا جراسهوبرس .تتقافزون من اسم لأسم ومن فكرة لفكرة. وعندما أحس جابودي بأن مزحته ثقيلة أقبل على عتبة يلاطفها قائلاً
ـ لك العتبى يا عتبة.
وحين عادا بالجرجير عاد جابودي بمشاعر جديدة وكذلك عتبة رغم غرابة الحالة ولم بلحظ أحد من الجالسين في انتظارهما شيئاً لكن عتبة لاحظت ضوءاً ياهراً في عيني جرداق ولم تدرك كنهه هي أيضاً. وعندما مرت بقربه ابتسمت فارتبك جرداق. في حقيقة الأمر أخذه حديث جريرة العذب واكتشف أنها شاعرة مثله لكنه لم يفلح في استنطاقها بالقصيد. كان منزعجاً لظروف جريرة وفي سره حدث نفسه قائلاً:
ـ كيف يتسنى لهذا الجسد الفاتن والعقل الشاعر اللماح أن يحط بجرداء خالية من العلم والمعرفة والعافية بينما لحم البان يأكله التراب؟
قهقه جراري حين أبصر جرداق واجماً وحينما بدأت جريرة تأكل سلسلة الجرجيرات جرجيرة فجرجيرة فجرجيرة وتزم شفتيها إثر كل فاصلة منغمة من الأكل كان ثلاثتهم ينظرون ويتعجبون كيف استطاعت هذه الفاتنة أن تأكل هكذا بأرستقراطية وهي القادمة من إنقاية جرداء يرويها المطربمزاجه هي الإنقاية المطرية قرب واصل نومك؟
وفجاة قال جراري
ـ تعال يا جرداق نختتم هذه الجلسة لنحتفي بهذه الضيفة العزيزة بقصيدة الضوء. نعم قرأتها لنا أمس في زنقة جارد الحازم لكن الجمع كان غفيراً لم يتح لنا فرصة التأمل.
وقالت عتبة
ـ أيوة هيلاه عليك. أنا لم أسمعها.
واستجاب جرداق فسن حنجرته بمبرد الريق العذب وانطلق يغني شاملاً الضيفة بعنايته القصوى خلال تنغيمه
ــ تكاكم تك. تك تكاكم. تك تك تكاكم.
الدهشة الجمت جريرة فهي لم تسمع من قبل بمثل هذه الأوزان الأخاذه. مالت من الطرب وسمعت جرداق يتكتك قصيدته بصوت كأنه طالع من فوق الشجر.
ـ تكاكم تك. تك تكا تكاكم تك تكا.
وصاح جابودي فرحاً
ـ هيلاه يا جرداق.. يا أسراب يا كتلة الجراد. يا جدود جابودي هيلاه.
وتحرك الركب وجرداق يصدح يصوت من رحيقٍ صافٍ منقى حتى إذا ما أشرفوا على الرجوبة التي هي قبالة حي جرورة غشيت جريرة غصة هاء السكت من فرط الطرب فسكتت.
واندهش الجميع لما حل يجريرة واحتاروا فيه. وبما أنني وإياكم نعلم فدعوني كراوية جرادة ذات استطرادات أن أحاول ترجمة ما لا يترجم من شعر الجراد بلغة البشر
ـ قال جرداق:
تكاكم تك
ومعناها بلغة البشر:
أيها الضوء أنت جيوش فنقل حشودك وافتك بها جنبات الظلام. تنقَل حتى يصبح أعتم ما في الديار الشفق. رأيت سيوف أشعتك الليزرية فاقطع بها شبحاً لا نراه قابعاً في ذراه. شعاعك يا ضوء علمنا الحسم يمشي سريعاَ من الشمس للعين .فقم ما سمعنا بضوءٍ تمشَى فتاه. وهذا الظلام طعامك. فالتهم الآن هذي الدجنَة وفي الصبح يقتات فجرك من كتلة مدلهمة. طعامك يا ضوء هذا الظلام. وشربك منه المدام. فقم وارفع النخب ثم انبثق. وكل مكان تبيت به ناره تأتلق. فيا ضوء يا ضوء أنت حذق. ونهرك يدلق منه الجمال بدنيا الجراد فألوانها طاويات الغسق. وثق. بأنك أسرع منا جميعاً فقم وانطلق. لينفتح الحسن غب الأفق. يغني الجراد فيٌشجي الجماد ويصبح أظلم ما في الوجود الشفق.
استدعت كلمات جرداق هذه الوقفة لما بين ذكاء الكائنات.

  Reply With Quote