View Single Post
Old 06-25-2011, 09:41 PM   #1
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.41



صادق محمد عوض is offline
Default نهاية رجب

قالوا " عش رجباً ترى عجباً" و هذا ما رأيناه و نراه كل عام و للأسف الشديد من المحدثات و البدع ففي شهر رجب دأب كثير من الناس على تخصيصه بعوائد طالما نبه الدعاة إلى الله تعالى على مجانبتها للشريعة و مع ذلك نرى انتشارها و إقبال الناس عليها ؛ مما يحدونا للتعليق عليها في النقاط التالية:
1/ قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (ص445) :

رجب : الراء والجيم والباء أصلٌ يدل على دعم شيء بشيء وتقويته ... ومن هذا الباب : رجبت الشيء أي عظّمته ... فسمي رجباً لأنهم كانوا يعظّمونه وقد عظمته الشريعة أيضا.
2/ رجب شهر حرام ،

والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر . وإنما سُمي (رجب مضر ) لأنهم كانوا يوقعونه في وقته بخلاف بقية العرب .قال الله تعالى في هذه الأشهر : )- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) [التوبة 36] وقد نص ابن جرير رحمه الله على أن المراد بقوله ( َفلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ )أي : في الأشهر الحرم [تفسير ابن جرير:14/284].

3/ شهر رجب كبقية الأشهر ،

لم يخصه النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة ، ومعلوم أن فعل العبادة شيء ، وتخصيصها بمكان أو زمان شيء آخر يحتاج إلى دليل . فتخصيص رجب بصيام أمر لا دليل عليه . فمن اعتاد صياماً فعله في رجب وفي غيره ، وأما من خصه بالصيام فهذا يُنكر عليه هذا التخصيص وقد ورد عن خرشة بن الحر قال : "رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول : كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية ".[ إرواء الغليل: 957 ]
وقال الحافظ ابن حجر في [تبين العجب بما ورد في فضل رجب] : " لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معيّن ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة. وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ وكذلك رويناه عن غيره " أهـ
4/ العمرة في رجب :

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :" واختلف السلف رحمهم الله: هل العمرة فيه سنة أم لا؟ فقال بعضهم: إنها سنة، وقال آخرون: لا، لأنها لو كانت سنة لبينها الرسول صلى الله عليه وسلم، إما بقول وإما بفعل. والعمرة في أشهر الحج أفضل من العمرة في رجب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في أشهر الحج ولما ذكر ابن عمر رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب) وهَّمته عائشة، وقالت: [[لقد وهم أبو عبد الرحمن]] قالت له ذلك وهو يسمع فسكت، فعلى كل حال: لا أرى دليلاً واضحاً على استحباب العمرة في رجب"[لقاء الباب المفتوح:10215] قال النووي : "قال العلماء هذا يدل على أن ابن عمر اشتبه عليه, أو نسي ، أوشك. ولهذا سكت عن الإنكار على عائشة" [شرح مسلم : 7/235].
5/ صلاة الرغائب :

صلاة مخصوصة تصلى في أول أو آخر جمعة من رجب ، قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفائه ولا استحبها أحد من أئمة الدين؛ كمالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة والثوري و الأوزاعي والليث وغيرهم والحديث المروي فيها كذب بإجماع أهل المعرفة بالحديث " [الفتاوى: 23/134].
6/ لم يثبت - تأريخياً -

أن الإسراء والمعراج كان في شهر رجب ، بل اختلف العلماء في تاريخه على أكثر من خمسة أقوال ؛ انظر تفسير القرطبي: [10/210] ولو سلمنا أنه كان في السابع والعشرين منه فلا يترتب على ذلك تخصيص هذا اليوم أو الليلة بعبادة .
7/ وختاماً :

يجب على المسلم أن يحذر من الوقوع في البدع فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))[البخاري ومسلم]. .والله المسؤول أن يرزقنا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ويجنبنا محدثات الأمور ، ومضلات الفتن ،،،

  Reply With Quote