Thread: الهالة
View Single Post
Old 07-25-2011, 10:47 AM   #6
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

5

بهِتَ عبد الباسط حين لم يجد الفتاة المكبله علي سريرها..
تهلل وجهه في فرح غامر..
حين رأي أباه جالسا علي السرير ..
مرتديا عباءته ماسكا سبحته يسبح عليها..كما كان يراه في غرفته ببيتهم.. جري عليه فرحا ولكن أوقفته أشارة من يد أبيه ..قائلا ..
- قف مكانك ..وإسمعني جيدا ..وأطعني دون جدال .. وقتي قليل معك ..
- كلي آذان صاغيه يا أبي ..السمع والطاعة لك ..
- لقد قمت عنك بمهتك ..وطردت الملعون إبن الملعون من هذه الأرض ..
فعد من فورك إلي أمك وأبلغها سلامي ..والآن دون تباطئ ..
- سمعا وطاعة يا أبي ..
وعاد عبد الباسط بظهره ليغادر الغرفة ..والفرحة تغمر وجهه بإتمام المهمة علي يد أبيه وهو علي قناعة.. أن أبيه فعل ذلك حبا له ..وخوفا علي حياته ..
أقتحم البنهاوي الغرفة صارخا ..
- لا يخدعك هذا الملعون ..وتذكر كلام أبيك لك بالمقبرة ..
- سيدلك دليلك ..وهذه آخرمرة تراني فيها ..
هذا ليس بأبيك ..بل الملعون إبن الملعون ..
أُغلق الباب بقوة ..وأختفي الأب وظهرت الفتاة المكبله بالسلاسل وهي تزوم
بأصوات مخيفة ..والزبد الأخضر يخرج من فمها بغزارة ..ونظرت إلي
البنهاوي بعينين يتطاير منهم الشرر الأحمر الناري ..وحركت أصبعها إلي
أعلي فطار البنهاوي في فضاء الغرفة ..ثم حركتها بسرعة في أتجاة الحائط
فأرتطم جسد البنهاوي بشدة في الحائط ..ثم حركتها في أتجاة الحائط المقابل
فطار جسده وأرتطم به ..وتهشم رأسه تماما وأنفجر الدم من رأسه وتناثر في
أرجاء الغرفة ..ثم رفعت يدها إلي أعلي فطار جسده وألتصق بسقف الغرفة
وهنا أستعاد عبد الباسط رباطة جأشة ..التي فقدها للحظات ..وجلس متربعا
علي أرضية الغرفة ..وبدأ في تلاوة القرآن ..وسورة البقرة ..بصوتا عالي
وإيمان راسخ ..صرخت الفتاة صرخة مدوية أهتزت لها جدران البيت ..
وسرت في جميع أرجاء القرية ..وتحطم علي أثرها زجاج نوافذ الغرفة وتطاير في أرجائها ..ولكنه كان يتساقط أمامه دون أن يمسه ..
رفعت الفتاة أصابع اليد الأخري ..فطار أثاث الغرفة في الهواء وأخذ يحوم
من حوله دون أن يمسه ..
وهو ثابت علي تلاوة القرآن دون توقف ..و في عزم وأصرار ..
وما زالت صرخة الفتاة تغطي علي صوتة ..
أرتفع السرير في فراغ الغرفة وأقترب منة ..
وهو لا يتوقف عن القراءة ..
رفعت الفتاة رأسها إلي أعلي ..وبدأت رقبتها تطول وتطول ..ثم تلف في نصف
دائرة ..وتقترب من رأس عبد الباسط ..وهو علي حالة ..وقد بدأ صوته يعلو علي صوتها ..وصوتها يخفت في ضعف ..
عندما أصبحت وجه الفتاة أمام وجهه مباشرة ..
فتح عينيه وأخذ يحدق في عينيها في قوة و ثبات ..
فوجد في كل جفن من جفنيها ..عينان ..
عين عسلية اللون والأخري حمراء بلون النار ..
وبدأ الضعف والوهن يسري في جسد عبد الباسط ودقات قلبه تتسارع ..وبدأت
جدران الغرفة تدور من حوله من التعب والأرهاق والضغط العصبي الذي تعرض له ..
وهنا سمع صوت الملعون في عقلة ..قائلا ..
- ألا تعرف أنك بمواصله تلاوتك للقرآن تحرقني ..و تخالف بذلك عهد الله لأبي إبليس ..بإمهاله ليوم النفخة العظمي ويوم تبعثون ..لة ولذريتة..
- بل أنت وأبيك من خالفتم العهد بوجودك المادي علي الأرض ..
فمهمتك أن توسوس لضعاف النفوس وقليلي الأيمان وتزين لهم سبيل الشر بالوسوسة إليهم وتدعهم هم من يخربون ويعيثون فسادا في الأرض وحسابهم عند الله في يوم البعث العظيم ..والذي سيكون نهاية
شر أبليس وشرك ومن أتبعوك ..وهذا عهد الله لكم ..
ولكن بمخالفتك للعهد حق عليك الحرق ..ومهمتي أخراجك وطردك من علي الأرض وليس حرقك ..
- أذن دعني أخرج من رأسها ..
- لا تخرج من رأسها ..
- سأخرج من عينيها ..
- لا تخرج من عينيها..
- سأخرج من أحشائها ..
- لا تخرج من أحشائها ..
بل أخرج من أصبع قدمها الأصغر لقدمها اليسري..وغادر الأرض ولا تعد مرة أخري ..وألا ستُحرق ..
أنفجر إصبع الفتاة الأصغر لقدمها اليسري ..وعادت رقبتها لمكانها ..ورسي أثاث الغرفة في مكانة ..وسقط جسد البنهاوي مرتطما بأرضية الغرفة ..وسَََََََََمع صوت بكاء الفتاة وقد توقف خروج الزبد الأخضر من فمها
وهنا شعر عبد الباسط بدوار شديد وسقط مغشيا عليه ..
عندما رأي أهل القرية ..أختفاء السحابة السوداء من فوق البيت ..والضباب
الأسود الذي كان يغلف البيت..وأختفي الهواء الذي كان يحرق الصدور..
ألتفوا حول البيت..وكان أول من أقتحم البيت هو زوج الفتاة وأبيها..
حطموا باب الغرفة ..وفكوا سلاسل الفتاة ..وأعادوها لبيتها ..
وجلس الشيخ إلي جانب عبد الباسط الفاقد الوعي ووضع رأسه علي حجره
وظهرت بعض عجائز القرية ..ولفوا جثة البنهاوي بملأة ..
قرر أهالي القرية بناء ضريح علي قبر البنهاوي..ليتباركوا بة ..
وسيظل الصراع بين جند الله وإبليس وذريته ..إلي قيام الساعة ..

( نهاية الصراع )

  Reply With Quote