[مأمون عبد الله النور]

بداية الرحلة
الرحلة إلى السودان وإلى فطيس خصوصا حلم يراود الكثير بالغربة خاصة الذين طال غيابهم مثلي عن فطيس وأهلها الطيبين
كانت الرحلة غير مبرمجة بشكل جدي - ولكن لظروف خاصة جدا حتمت على السفر في تلك الفترة من أول شهر نوفمبر ---وحتى أواخره
أكثر ما ساعدني على تنفيذ هذه الرحلة هو حضور العيد الكبير بالسودان خاصة وإنني منذ أن بدأت سني غربتي لم أنعم ولو بالعيد الصغير بالسودان ... فكان حافز كبير جدا بالنسبة إلى أن أحضر العيد بالسودان .. وظهرت شاشات الشربوت والشية والمرارة في مخيلتي وصرت أبلغ في ريقي منذ أن فكرت أن أعيد بالسودان .. فقد شغلت حرمنا المصون بهذا الفليم الخيالي عن الذبيحة والشية والكمونية والمرارة -وخمش الصحون ..... لذا قررنا السفر وقد كان

بدأت معاناتي مع هذه الرحلة قبل أن أسافر .. حيث حجزت على خطوط سما للطيران ذهاباً وإيابا بعد شهر رمضان مباشرة خوفا من ندرة الحجوزات .... وليتني لم أفعل .. فما إن قمت بالحجز ودفع المعلوم حتى أعلنت سما للطيران إفلاسها كأنها كانت تنتظر لتلك الريالات التي قمت بجمعها بشق الأنفس حتى أنعم بهذه الإجازة .....
تلخبطت الميزانية الخاصة بالسفرية فبدأنا نعد في الأيام لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السفرية .التي كانت بدايتها غير موفقة
فكانت ..
شركة صن إير -التي أثارتني كثير بجمال مضيفاتها ورشاقتهن على قناة النيل الأزرق -وأظنها كانت أكبر خدعة جعلتني أختار تلك لاشركة الوليدة بطائراتها ال757 البوينغ الجديدة جدا
أضطررت لقطع تذاكر مرة أخرى لنا ولأم العيال وعيالها على أن تتخفض مدة الإقامة بالسودان كشرط أساسي للذهاب طيران وإلا البحر أمامكم والعدو خلفكم ....
كان يوم الثلاثاء الثاني من نوفمبر فال خير على أهل مكة وحجاجها كما ذكر أخونا عارف فقد غادرتها فجرا لتهطل عليها أمطارا غزيرة جدا بعد سفري .. لا ادري هل كنت حابس عنهم المطر أم أن مكة لم يهن عليها فراقنا --لكن الثانية دي ما أظنها صحيحة .. حسب زعم حبيبنا عارف ..

وأنا في الطريق إلي جدة واجهتني ثانية المصائب قبل وصولي للمطار ....
نواصل