[عارف عبد الرحمن]

سالتك بالذى خلقك
واظنو دساك فى وردة
واظنك انتى مارستى اقتراح الطل على الوعى الالهى
وسويتى العبير سبلة
ضحكتى اتفتح المدخل فراشة وسنبلة

عثمان البشري قال هذا الحديث الذي اظنه مدخل لشارع قبل الولوج فيه لابد من أستحضار ذاكرة تحسس المكان والزمان الذي ولي وراح .. وأنت بعيداً من الوطن تجرد حساب الماضي الحبيب وتنتقي الجميل منه وتفرده ثوب واسع المساحة وتستبين أركانه مشرع ومناره.. نعود له لنضمد جراحات الشجن والبعد والغربة المقيتة .. أصباح وصباح عيد ما.. في زمن ما.. تتشابه الوانه واشواقه وأشراقه وقسماته وحبوره .. تجترها وأنت ممتلئ بالأشجان تتمني أن تعود بك الأيام وتعيش تلك اللحظات الجميلة ...
للوطن الحبيب مساحة واسعة للأشواق ونحن في صباح العيد .. ذاكرة مثخنة يثقلها الأسي والحنين ثقبها الوجد لتسيل بعض الذكريات والرؤي والأحلام علي ظهر الأرض نتذكرها أحياناً كلما جاءت مناسبتها .. لنتوقف ونوقف الزمان لنبكي شوقاً في دواخلنا ثم نمشي الهويني وأيادينا خلف ظهورنا لا نلوي علي شئ ونبكي علي بستان الأفراح وليال العيد ..
تفاصيل صغيرة متناثرة هنا وهناك لن ترتاح حتي تطوف بين أزقتها وحواريها ذات الفوضي في كل مكان وتكون المتعة في المحافظة علي هذه الفوضي بجمالها المرتب .. لتبقي هكذا لأنها جزء أصيل في هذه الذكريات .. وتكون أيام العيد بكل تفاصيلها المتباينة نفرح لها ونخبؤها زمن مقدس نرجع له كلما أرهقنا الحنين وأرقنا الشجن ..
لا أدري ما الرابط ما بين كتابة بفحمة علي الباب أيام الأعياد حضرنا ولم نجدكم فلان وفلان وفلان وفلان .. وبين ياداخل هذه الدار صلي علي النبي المختار أيام الحج في مثل هذه الأيام ...وما بين تذكار من فلان الفلاني علي حائط طاحونة من الداخل ... وما بين أحب فلانة وديل حرفين ضماهم غرام ورسمة قلبين داخل في نصهم سهم توووووووش ..علي ساق شجرة أو حوش مجير من الخارج .؟؟؟ ذكرتني هذه الأخيرة بواحدة خطاط جداً وبفحمة علي جدار مدرسة للبنات كاتب أذا رأيت أنياب الجكس بارزة فلا تظنن أن الجكس قد فصل !! هكذا وقفت ولم أبتسم حتي لا يظن من يراني بأني وهم
كانت الأعياد حلوة وجميلة وذات جرس يأثر الأذن شجيا .. نوبة محمد علي المؤذن وهدير الختمية وضجيج الأطفال وقوس قزح يملأ المكان والزمان ..كنا دون ترتيب لأفكارنا ندخل دون أستئذان لكل البيوت نسلم وعيوننا ترنووترحل للأشياء تجوس خلال الديار تبحث عن ماذا يقدم .. آخرين يبحوثون عن من دقت نواقيس الخطر في صدورهم ليظفر بنظرة يختزنها لينام بها حول كامل حتي جديد اللقاء في مناسبة أخري ... ألم أقل لكم ان العيد أعياد