بعام 1990 وبالمدرسة المتوسطه كانت تقام الدورة المدرسية
كان ما يميز هذه المدرسة ممرها الطويل الذي تحده اشجار
الحناء وبنهايته شجرة يابسة نحتت علي شكل قلم
بداخل كتاب مفتوح كتبت باحدي صفحاته نون والقلم وبالاخري اقرأ باسم ربك الذي خلق
كان من المعتاد عند قيام الدورة المدرسية تقديم فقره اهداء للضيوف
وفي هذا العام عرضت مسرحية قمن بتقديمها مجموعة من الاخوات
ونحكي مشاهدها:
المشهد الاول:
يظهر السودان ذلك الكهل السقيم متسخ الثياب يخطو متثاقلاً
ويصيح اه اه اه ويستغيث طالباً النجده
المشهد الثاني:
يتوالي دخول اشباح سوداء طويلة الاظافر ذات شعر اشعث وهي
تضحك باصوات مرتفعة وتحيط بالسودان
معرفةً بنفسها
انا المرض
انا الجهل
انا الجوع
ان الموووووووت
وقبل ان ينقض عليه يبدا
المشهد الثالث:
ببداية الممر الذي ذكرنا سابقا يرتفع صوت يعمل علي طرد
جميع الاشباح السابقة ونلتفت لنري من هناك
عروس ترتدي الثوب الابيض الخاص بالزفاف ابيضاً كالثلج
وتغطي راسها بالحجاب الابيض وكان هذا المشهد غريبا عنا
بعض الشي فالعروس الي ذلك الوقت كانت ترتدي الثوب الابيض
دون غطاء الراس فكان هذا شيئاً جديداً بالنسبة لنا وتبدا بالرقص
وهي تتقدم نحو السودان حتي تصل وسط دهشة الجميع وتنفض
عنه غبار ما اصابه جراء تلك الافعال القبيحة ليقدم لها السودان السؤال
من انت؟؟؟؟؟
فتجيب انا ثورة الإنقاذ
المشهد الاخير:
يقف الجميع صفا وهم يغنون ثورة الانقاذ حبابك
نحمد الله اللينا جابك
ويصفق الحضور
وقد كان مما جاء جاء بالبيان الاول للثورة 30/6/1989 ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب السوداني الكريم :إن قواتكم
المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها ظلت تقدم النفس
والنفيس حماية للتراب السوداني وصونا للعرض والكرامة
********************
أيها المواطنون الكرام : لقد عايشنا في الفترة السابقة ديمقراطية
مزيفة ومؤسسات دستورية فاشلة وإرادة المواطنين قد تم تزييفها
بشعارات براقة مضللة وبشراء الذمم والتهريج السياسي
ومؤسسات الحكم الرسمية لم تكن إلا مسرحا لإخراج قرارات
السادة ومشهدا للصراعات والفوضى الحزبية وحتى مجلس رأس
الدولة لم يكن إلا مسخا مشوها أما رئيس الوزراء قد أضاع وقت
البلاد وبدد طاقاتها في كثرة الكلام والتردد في السياسات والتغلب
في المواقف حتى فقد مصداقيته
********************
تعلمنا بعدها من الانقاذ الكثير ونشهد لها بانها اتت بالكثير من الانجازات واخرجت الناس من ظلمات الجهل
الي نور المعرفه بجميع المجالات ولم اذكر العروس ذات الحجاب عبثا بل قصداً للاشارة الي ان الانقاذ هي من جاءت بالحجاب بعد السفور الذي كان يسود ذلك الزمان
وصرنا ونحن بعد صغاراً لم نكلف نغطي رؤسنا رغبة منا في الستر لا فرضا فرضوه علينا وهكذا نشانا بالخلاوي وحفظ كتاب الله وصارت الخلاوي فترات للصغار
واخري للكبار وتسمع تلاوة القرآن اناء الليل واطراف النهار
وهكذا شيدت الطرق وانشئت الكثير من دور العلم بدايةً بالمدارس وصولاً الي الجامعات ولا ننسي الكباري والسدود ذلك كله فضلاً نحمده للانقاذ
لكن .....................
لكل شئ اذا ما تم نقصان
قدمت الانقاذ ما في وسعها وما تستطيع
فهل تتوقف عند هذا الحد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يتبــــــــع