[/list]الســــــــــــيجة
بعد الثالثة ونصف عصرا، في الباب الشرقي ( الصف الشرقي لسوق فطيس) حيث يمتد الظل شرقا فاسحا مكانا معتبرا لتجمعات رواد لعبة السيجة وام حفيرة ،حيث يشغلون مساحة تمتد من ظل دكان محمد صالح شامة جنوبا حتى قهوة المرحوم عمر البني عامر شمالا...
في تلك المساحة تتشكل دوائر مقفلة باحكام من( السيجوية) حيث يكون اللاعبون جلوسا والمتفرجون وقوفا والبعض، من كثرة التزاحم ينحني شبه راكعا مراقبا الوضع بعيون جاحظة وفكر مشغول باندماج يضاهي اصحاب لعبة الشطرنج العالميين (كارابوف وكاسباروف.).
وتختلف كل دائرة من الثانية من حيث عدد المتفرجين ......وكلما كانت الدائرة تضم امثال ود النضيف وعبد الحميد كلما كان هناك عدد اكبر من التدخلات الخارجية فالكل يفكر مساعدا احد المنافسين ... تفكير رياضيات ...وشطرنج....ليس تفكير عشوائي ....هناك تضحيات بالكلاب من اجل الفوز ( وموت الكلب في السيجة عند هؤلاء يعادل موت... بقرة) .. اي ان هناك معادلات تجري في رؤوس هؤلاء ....قبل تحريك المعطيات (كلاب السيجة)...
ولفت نظري( التفكير السيجوي وام الحفيري المتقدم جدا) لبعض هؤلاء النوابغ في الرميات والتي يحفظون نتائجها مسبقا ..قبل ان تُلعَب...بمعنى يمكن ان يقول لك احدهم من نظرة واحدة لوضعيات (كلاب السيجة) ارفع اللعبة دي عندك كلب واحد حاتاكله....ترفعها ولا حا تضيع زمنا .....لامن تشوفو؟.
هنا يطرأ للانسان خاطر بإخطار دكتور كمال شداد بتشجيع هذه اللعبة التي اصبحت (ظاهرة )وضمها للاتحاد العام وعمل اتحاد لها ....وتنظيم منافسات محلية ودولية ....
في احدى المرات حاولت بنفسي ان العب مع حسب الرسول(صاحب كارو متقاعد) فمر بي النور حسن وقال لي ....المحيرني كيف تقدر تاكل كلب من الزول ده...ده عنده الكلب بساوي جمل ....ممكن تلعب للاستفادة بس....
فعلمت ان هناك اناس لو ساعدتهم الظروف مسبقا وهم بتلك العقلية لكانوا الآن من احد مهندسي ومؤسسي سد مروي او كبري بورتسودان جدة مستقبلا......
وهناك صيحات مع الاندماج في حالة اي تناطح فكري سيجوي حين لا يكون هناك مخرج لاحد الكلاب الا الموت....تخرج الصيحات والقفشات من المنظراتية الكبار.....
وهناك عباقرة في هذه اللعبة من الضباب بلة احمد الحسن وعبد السلام احمد اضافة الى مساعد احمد الناظروود الرشيد من امدوانة.... هؤلاء ........اولمبياد منفصل.... في سكة حديد الضباب..
ولعبة ام الحفيرة مارسها المرحوم ناصر عبد الرحمن وعبد الله الكناس ... ولا ادري حاليا من يمارس هذه اللعبة....لكن عموما كل من مارس السيجة وام الحفيرة خبرة لا يستهان بها في شتى المحافل الدولية لو قُدِرَ لهم ذلك ....بل يجب من وجهة نظري ان يُعطى حسب الرسول درجة علمية رفيعة لمستواه الرفيع في الرميات وحفظها .... بل يساورني شك بان لهذا الرجل علاقة بآنشتاين صاحب النظرية النسبية....لتفكيره المسبق.... والصائب في ان قال كم كلب سيموت في السيجة ...صار ذلك واقعا بعد اللعب ومطابقا لكلامه .... بعد ضياع الزمن...
ارى ان هؤلاء الرعيل لم يستفيد الجيل الجديد الموجود حاليا منهم .... يمكن الذهاب لهؤلاء والاستفادة من( رمياتهم ) حتى اذا كان هناك جديد في هذه اللعبة من اتحاد وغيره ..يكون لنا اشبال ُمدَربين .....لان هذه الوسيلة الوحيدة للدخول لكاس العالم للسودان وسيادة هذه اللعبة عالميا....ولا اعتقد ان هناك دولة ستغلبنا مع وجود مدربين بهذه العقلية.... ممكن الصين تاخذ ( صنج) مننا وامريكا تاخذ اعور(كلب واحد) والبرازيل ما تاكل ولا كلب من التصفيات الاولية.....ومافي داعي لكرة القدم وحرق العمم ...
وهذه اللعبة لا تحتاج الى دعم مادي او استادات كبيرة ... بالقرب من اي ست شاي ممكن ......وممكن (مصاص ) شوال بلح واحد يكفي لمنافسات كل افريقيا مع (دُقَة ) من شوال فحم ككلاب سيجة سوداء.....