View Single Post
Old 09-22-2010, 09:37 AM   #2
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

  • هل تملك الشجاعة لتحكى او تكتب الحقيقة أم تخاف من زملاءك ورفاق افعالكم ومن نفسك الامارة بالسوء ؟ هل ما زالت انوفكم تستنشق رائحة الكراهية للناس ؟ وللافكار الاخرى والآراء الاخرى ؟ هل ما زلت فى الفئة المعاندة والظالمة ام علمتك الايام والتاريخ أن الحق أبلج والباطل لجلج ؟

    هل تذكر تلك الليلة ؟ هل تذكرها جيدا ؟ هل ما زالت صورة الشهيد عبدالمنعم منطبعة داخل عقلك وخيالك ؟

    مضى عبدالمنعم

    آثر أن يمضى ولا يترك عارا
    ترك العمر لمن يكمله نبلا وثارا
    ترك الحب لمن يحمله نورا ونارا
    كان فى ظلمة جلاديه عملاقا منارا
    يلفظ الانفاس تحتج وتمتد شرارا
    وتمادت قبضة البطش عذابا وحصارا
    ورأوه يرفع الروح وقد فاضت شعارا

    مضى عبدالمتعم

    صار سنبلة قمح ناضجة بالرواء والدماء ، صار عطرا اتحد بالشمس والهواء وتغلغل فى الروح والدماء ، تضحياته لم تذهب هباء ، كل عظم تحطم ، كل نبض انتفض كلها ساهمت وتساهم فى تحولات الوطن .

    وقفت وما في الموت شك لواقف............... كأنك في جفن الردى وهو نائم

    عليك ان تعرف انه لا سبيل ابدا للنسيان ، لا تعولوا على فقداننا الذاكرة ، سنرضع هذا التاريخ للأطفال والاجيال القادمة ، لا سبيل ابدا لكل طاغية او جلاد او من مارس تعذيب للبشر ان ينام هانئا وان كل من تلطخت يداه بدماء الانسانية عليه أن يغتسل بالاعتراف وطلب الصفح والعدالة والا سوف تظل تطارده الكوابيس فى صبحه ومساءه ليله ونهاره وسوف يطارده الضحايا فى كل وقت وبأى منعرج من منعرجات الحياة ، سوف تظل الاسماء محفورة فى الذاكرة وفى الاوراق وفى الاجهزة الالكترونية ، سوف ننغص عليه فى بيته وفى مجتمعه وفى مكان عمله وفى حله وترحاله ، سوف يعتقد أن كل شخصين يتهامسان يتحدثان عنه ، سوف يعتقد ان كل تقطيبة وجه تعنيه ، سوف يعرف أبناءه عاجلا او آجلا وسوف يقرأ التساؤل فى أعينهم لماذا ؟ وسوف يرون يداه تقطر دما وهو يصافحهم ويعانقهم ، وفى اللحظة التى تنزع فيها الروح للخروج سوف يشتاق للغفران وسوف يبحث عن الضحايا وذويهم ولن يجدهم .

    أتمنى أن تبلغك رسالتى هذه وقد استيقظ ضميرك وأن تكشف كل الحقيقة لا غير الحقيقة وان تكشف كل من ساهم وشارك وحرض فى تعذيب وقتل الشهيد عبدالمنعم بحكم مسؤوليتك فى قيادة مكتب الامن آنذاك بالحيصاحيصا ، ولتعلم أن كثير من الشهود ما زالوا أحياء وما زالت وقائع تلك الايام محفورة فى الذاكرة .



  Reply With Quote