View Single Post
Old 07-17-2010, 11:46 AM   #4
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

مشكووووووووور أخ منعم...فالفرقة قدمت وقدمت وبحثت في التراث وأخرجت ( من الفسيخ شربات), وغنت لكل فئاته , حاجة امنة ... ما مندريالجنوب وجبنة الشرق ...حتي تجدرت في وجدان الشعب السوداني بكل طبقاته, نتمني لم شمل العقد , فهي بحق اصبحت( ملكية عامة), تهم كل الشعب السوداني ...
وُلِدَ عثمان محمد عثمان النو في مدينة ود مدني عام 1957م؛ درس مراحله الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمدني، ثم التحق بمعهد الموسيقى والمسرح، وتخصص في آلة الكونترباص والتأليف الموسيقي. شارك بالعزف مع أكبر الفنانين (محمد الأمين- أبو عركي- الموصلي- خليل إسماعيل- كابلي- وردي) وهو المؤسس وصاحب فكرة (عقد الجلاد). كما قام بتأليف عدد كبير من الألحان والشعارات.


عن النو (‘عدة أقلام):
لقدَّال: ماذا سأفعل بعد أن تَصمُتَ ألحانُ النوّ داخل أشعاري؟

رصد: محمد محمود إسكونس

الحلم في ألحان النو

(الحلم في ألحان النو) كان عنوان مشاركة الدكتور أنس العاقب، بعد أن طلب الحديث قبل منظمي هذا التكريم المعنون بـ(عبقرية الموسيقار النو اللحنية). يقول: (كُلّنا نحلم، وتتحول الأحلام إلى حقيقة أحياناً؛ فالبيئة التي وُلِدَ فيها النو، أي الزمان والمكان، منحت هذا الحلم فرصةَ أن يتحقق. جلسنا أنا وعثمان في يومٍ ما، وكنا وقتها نُنَفِّذ شِعَاراً لأخبار التلفزيون، وتطرقنا لتجربته، فتأكدت من أنه ربما كان هو نفسه حُلماً في رَحِم الغيب؛ لأنه تحدث عن إخراج ما هو جديد للناس. الحلم، بالنسبة لي وله، هو البيئة التي عاش فيها في ود مدني بالقرب من شاطوط والاستماع إلى الأذكار والمديح، بالإضافة إلى الأفراح والمناسبات، فصار يتدرَّجُ ما بين الإيقاع والنغم. وببصيرته النافذة أصبح نجماً كعازفٍ لآلة الباص جيتار، على رغم أن النجومية تمنح، عادةً، للمغنين). ويستطرد واصفاً النوّ: (كان عثمان قصير القامة، وكنت أسميه "القصير العملاق" وكان يحب ذلك اللقب؛ حتّى أنني أذكر كيف كانت آلة الكاونترباص أطول منه قامةً إبّان تخصصه بمعهد الموسيقى والدراما؛ فهذه الآلة هي من تَحمِلُ الموسيقى على أكتافها؛ أي أنها تحملُ بقيَّة اللحن. وقد بَرَع النو في توظيف هذه الآلة، ويعود ذلك إلى اكتشافه للمعنى الحقيقي للنغم، وهذه إحدى ملامحه الفذة).

حوارُ الجيتارات:

كان دكتور الفاتح حسين من الذين تم اختيارهم من قبل مجموعة الشباب (مجانين عقد الجلاد)، باعتباره رفيقَ دربِهِ منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي في مدني الثانوية. أشار د. الفاتح إلى أن النوّ، في ذلك الوقت، كان يعزف على آلة الجيتار، بينما كان هوَ- الفاتح- يعزفُ على الباص جيتار، ولا يفترقان كثيراً. يقول الفاتح: (كان للدورة المدرسية دور كبير في مسرح الجزيرة، مشاركتنا في ذلك الوقت كانت بأغنيةٍ من تلحين النوّ، والتي بيَّنت ملكاته اللحنية، كنت وقتها مهتماً بالتأليف الموسيقي البحت. تلتها الدورة المدرسية بالخرطوم عام 1976م في مسرح شباب أم درمان، وقدمت المجموعة عرضاً نال استحسان لجنة التحكيم، والتي كان من ضمن أعضائها د. أنس العاقب، ولا زلت، حتى ذلك الوقت، أعزف على آلة الباص، بينما انتقل النوّ إلى آلة العود. قَدَّمنا أغنية "وا أَسَفَاي" بصوت الفنان "عباس جزيرة"، بعد، أذكرُ، تحدّث إلينا د. أنس والأستاذ الماحي سليمان، ونصحونا بالالتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح، الأمر الذي تمَّ بالفعل. اتفقنا أن يدرس النو آلة الباص وأنا آلة الجيتار، على أن نُكَوِّن فرقة مدني بعد انهاء الدراسة.

تعرفنا على الأستاذ الموصلي، والذي كان في السنة الخامسة بمعهد الموسيقى، أتذكّر أننا لقبنا في ذلك الوقت بـ"أغنام المسامير"؛ وهي أغنامٌ قصيرةٌ جداً تعيش في الجبال. أفدنا من الأستاذ الموصلي في كتابة النوتة الموسيقية، وكان النو يقوم بتأليف عملٍ ضخمٍ لمشروع التخرج؛ وهو العمل الذي أظهر أغنية "أمونة". كان النو يجمع الأصوات من قسم الصوت بالمعهد، ومعظم الموسيقيين الذين أدّوا ذلك العمل هم أفرادٌ مؤسسين لفرقة "السمندل"، ومن المطربين الذين شاركوا "الخالدي- علي السقيد- عوض الله بشير". تكونت بعد ذلك شخصية ولونية عثمان اللحنية، وذلك بالاعتماد على ذاته. سبقناه، أنا وميرغني الزين، إلى فرقة الموسيقار محمد الأمين، بالإضافة إلى فايز مِلِّيْجِي وأحمد بَاص، وهي الفرصة التي تعرّف علينا الجمهور من خلالها. فائدةٌ كبيرةٌ أن تعمل مع موسيقارٍ كمحمد الأمين؛ لفرط ذكائه وطريقته التي كان يتّبعها في التوزيع والتلحين، وذلك من خلال استخدام سبع نغماتٍ بدلاً عن خمس- كما كان سائداً في الموسيقى السودانية- ومن الطُرَف التي حدثت في ذلك الوقت أن بعض الموسيقيين كانوا يقولون بأن محمد الأمين قد جَلَب اثنين من "الحبش" يعزفان معه في 1986م.

بين أبي وأمّي:

عندما ظهرت فرقة السمندل كان النو أحد مؤسسيها، وفي ذات الوقت، بدأ النو في تكوين فرقة غنائية تتكون من عشرة أعضاء (مجاهد- حنان النيل- عوض الله- شمت- آمال النور- زينب عبد المجيد- أنور عبد الرحمن- عثمان العامري) وحملت عنوان السّروج، ورأينا حينها، أنا وأحمد باص، المدير الفني للسمندل، فَصْل الفكرتين حتى لا تذوب واحدةٌ في الأخرى. وذلك للاختلاف البائن ما بينهما؛ فالسمندل تهدف إلى تنفيذِ موسيقى بَحتَة، بينما السروج تهدف للأداء الغنائي الجماعي. كان عوض الله بشير يُطَالب، بقوةٍ، التفريق بين الفكرتين، وكان النقاش محتدّاً بيننا حول هذا الموضوع، إلى أن أتى الاجتماع الشهير عام 1989م، وكان الموصلي حكماً في هذه المسألة، على أن يختار النوّ إحدى الفرقتين. علق النوّ وقتها قائلاً: "إنكم تُخَيِّرُونَنِي ما بين أبي وأمي". وكان خياره الأخير هو "عقد الجلاد" وأصبحت بعد ذلك عقد الجلاد أول فرقة غنائية جماعية منذ فرقة البساتين في الخمسينيات بقيادة إسماعيل عبد المعين).

أما الفنان عوض الله بشير، والذي تحدّث عنه الفاتح كثيراً، يقول: (شاهدٌ أنا على عبقرية النو في الفترة ما بين 84-1989م؛ كانت تلك الفترة صاخبة بالحراك الثقافي والسياسي الواسع جداً؛ حيث كانت تسود روح العمل الجماعيّ، والتعاون، الأمر الذي ساهم في إفراز مجموعةٍ من الفرق الغنائية "سكة سفر- سلام- ساورا- نمارق"). تحدث الفنان عوض الله عن عثمان باعتباره مشاركاً له في تجارب وحوارات موسيقية كثيرة، كذلك فهو من أوائل مؤسسي فرقة عقد الجلاد الغنائية، واستعمل النوّ عبقريته في وقتٍ مبكر في اختيار نصوصٍ مشحونةٍ بالهمّ الوطنيّ والاجتماعي، وهي، كذلك، مشحونةٌ درامياً.

عبقريّة التواصل:

وقد استخدم النو مفاهيم لحنية جديدة ومستَلْهَمَة من التراث. كان لا يرى فائدةً من الأغنية واللحن إن لم تَستَنِد إلى وعيٍ جماعيٍّ ومعرفةٍ علميةٍ باستصحاب التجارب السابقة من خلال العمل الجماعي، والغناء الجماعيّ أيضاً. تكمن عبقريته في التقاط قفاز التحدي والمخاطرة في تنفيذ أغنية تتجاوز المطروح، لَجَأ عثمان لاستخدام الأوركسترا والأصوات البشرية. أما في ما يخص عبقرية عثمان في عزف آلة الباص وآلة العود فالنوّ يعتبر أول من بدأ الصولو على آلة الباص جيتار.

في حواراتي مع النوّ تحدثنا عن كيفية جذب واستقطاب جمهور لعقد الجلاد، فظهرت هنا عبقريةٌ أخرى، وهي قدرته للمس كل أذواق الجمهور من خلال ألحانه. النو ديمقراطيٌّ جداً، ويستمع إلى الآخرين حتى في حالة الاختلاف الشديد، ونستطيع أن نلمح عبقريّته في علاقته مع جمهوره في ولادة هذه المجموعة التي أطلقت على نفسها "مجانين عقد الجلاد". أعتقد أن ذلك هو قمة جمال العلاقة بين النوّ وجمهوره).

كان الموصلي حاضراً بعد عودته، وشكل حضوره إضافةً حقيقيةً في احتفائية عثمان النو، وتصدى، في مشاركته، إلى تحليل أغنية (مسدار أبو السرة) للشاعر محمد طه القدال، وتحدث عن النو باعتباره يحمل روح كبار المؤلفين العالميين. يقول الموصلي: (سأحاول أن أقدم تحليلاً مبسطاً لاستكشاف بعض أفكار عثمان اللحنية، في الجُمَل وتركيباتها وقوالبها الموسيقية، فألحان النو تمتلكُ أشكالاً تلقائيةً ومفهومة، وهو يتحرك بين الأصالة والمعاصرة؛ بل هو مشدودٌ إليها. وفي مقدّمات أغانيه نجده يدخل إلى اللحن مباشرةً، أما في مقدمة أغنية المسدار فهنالك شَبَه بالدوبيت والمربعات وأغاني البادية، لكننا نلاحظ أن الردود الموسيقية لهذا الدوبيت تأتي معاكسةً، وفي هذه الحالة يُلِمِّع النو كليهما، وهذا ينم عن ذكاء الفنان.

هذا اللحن- المسدار- ليس ببعيدٍ عن الموسيقى السودانية، إذ نلاحظ إيقاعاً أقرب إلى الـ(هِيب هُوب) ونلاحظ أن آلة الدِرَمز تبدو خجولةً عَكس الموسيقى الغربية التي يُسَيطر عليها الدرمز. يعشق النو الألحان ذات الطبيعة الملحمية، والواضح أنه يمتلك مخزوناً كبيراً من التراث، ويرجع ذلك إلى المنطقة التي تركزنا فيها؛ إلى منطقة الوسط، بالإضافة إلى ما استقيناه من الصوفية، وأنا أعد بأن أقدم في مرات قادمة تحليلاً علمياً دقيقاً نسبةً لضيق الوقت). جاءت مداخلة الموصلي بعد أن قدمت الفنانة منال بدر الدين والفنان مجاهد عمر أغنيتين؛ الأولى كانت (عصفور طَلِّ من الشباك) و(عيناك لي سقيا) باعتبارهما من المؤسسين الأوائل لعقد الجلاد، كما قدم أيضاً كل من محمد شبكة ومحمد الخاتم عَمَلَين باعتبارهما من الأجيال الأخيرة التي مَرَّت على الفرقة. ألهبت المشاركات الغنائية حماس الجمهور نسبةً لأن كل من تَغَنَّى في هذه الليلة (منال- مجاهد- شبكة- الخاتم) هم خارج عقد الجلاد الآن.

مداخلة القدال:

طَلَب الشاعر محمد طه القدال فرصةً للمداخلة، وتطرق إلى علاقته الأزلية، والخاصة، بالنو. لكنه أضاف كذلك إنه، عندما كتب هذه الأشعار، كانت للشعر فقط وفقاً لما تحمله من تعقيدات ومفردات غير متداولة، لكن النو العبقري، استطاع بعبقريته أن يصيغ لها ألحاناً وصلت قلوب الناس، حتى الأطفال يحفظون هذه الأغاني عن ظهر قلب لبساطتها وجمالها. إلا أنه يضيفُ اعتراضاً جوهريّاً حول قضيّة حلّ فرقة عقد الجلاد وسحب النوّ لجميع ألحانه من الفرقة، فيقول: (رغم ذلك أنا في حيرة من أمري! فعثمان منع هذه الأغاني عن أن تغنى، فماذا أنا فاعل؟! للنو أن يمنحها لمن يشاء، ولا غضاضة في ذلك، لكنها لن تكون بنفس ذاك الطعم. عثمان هو عقد الجلاد، وعقد الجلاد هي عثمان، وعلينا أن نقرّ بذلك، وإنني أناشده أن يعود إلى بيته وأولاده لأنهم يحتاجونه ونحن نحتاجهم معاً).

ثم أتى دور الموسيقار عثمان النو في التعقيب، ليتحدث عن ورطة الفنان في وعيه بدوره في المجتمع، وقال: (كنا نذهب إلى جامعة الخرطوم كثيراً لأنهم فتحوا لنا أبوابهم، ودعونا إلى الدخول في أي وقت، وهناك تعارفنا أنا والقدال وكنا جيران، كانت للقدال طريقة غريبة في بناء القصيدة لذا أتت الألحان جديدة ومغايرة، ونجحنا أنا والقدال لأنني عرفت كيف يفكر عندما يكتب). يقول النو إن الألحان، عموماً، يجب أن تعتمد على الشعور بالفكر أولاً، لا على العاطفة فقط، لكي تكتسب قوّتها. عندما حكى عثمان عن حياته وذكرياته مع كبار الفنانين، وعندما أخبر أباه بحادثة عزفه مع الفنان أحمد المصطفى، وكيف جاء رد والده: (الآن فقط أجيزك فناناً). لحظتها بكى عثمان النو بحرارة. ولم يتوقف الجمهور عن التصفيق للحظات طويلة.

  Reply With Quote