View Single Post
Old 07-06-2010, 08:00 AM   #12
 
كان جنوبياً هواها
زائر

رقم العضوية :
السكن: فطيس
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

عمر الطيب الدوش عاش مسكونا بوطنه السودان غني له وبه وبكي معه وله ...صدحت بكلماته حناجر أعظم الأصوات الغنائية السودانية.. ذهب الدوش وبقي في وجدان الشعب السوداني الذي يردد كلماته وأغانيه .. انفض سامره وتفرق الخلان والرفقاء وحتى في ذكراه تأخذهم مشاغلهم عنه إلا قليل استعان بالفضاء الأسفيري ليوقد شمعة في ذكراه ..ونحن لم يكن من رفقائه وخلانه وسامريه ولكن من الشعب الذي غني له ولاجله الدوش .
ولد عمر الطيب الدوش في مدينة شندي 1948م تخرج في معهد الـموسيقي الـمسرح قسم الـمسرح - عام(1974) وهي أول دفعه تتخرج في الـمعهد ومن زملائه هاشم صديق وإسحاق الحلنقي وصلاح الدين الفاضل وناصر الشيخ . وفي قسم الـموسيقي كان محمد وردي وانس العاقب وعثمان مصطفي و(بناديها – العملاق وردي) أتولدت هناك.. وكذلك رائعة (عصافير الخريف) للـمبدع الحلنقي..وهنالك افادة من صلاح الفاضل تقول إن الدوش قد كتب الـمقطع الأول لأغنية (عصافير الخريف) علي السبورة(..ليه يا عصافير الخريف ) ثـم قام الحلنقي وعلي ذات السبورة مجاوبا فكانت هذه الرائعة والتي تغني بها فنان أفريقيا الاول (وردي) .
أول أغنياته هي أغنية (الود) التي يتغني بها الفنان محمد وردي وقد كتبها في النصف الثاني من الستينات عندما كان طالبا بالثانوي (بناديها) أغنية قطعت الـمشوار حافية ما بين الأبيض وامدرمان . ركب كمبال وصديقه الدوش قطار الثامنة من الخرطوم إلي الأبيض بحثا عن بناديها ومرا بكل التخوم والـمدن التي ذكرها مكي ابراهيم في قطار الغرب وعندما وصلا للأبيض عرفا تـماما ان بناديها قد انسربت من بين اصابع الدوش وأنها قد تكاثفت كغيوم ستـمطر هناك...
وأفتش ليها في التاريخ وأسأل عنها الأجداد ...
وأسأل عنها المستقبل اللسع سنينو بعاد ...
في اللوحات محل الخاطر الماعاد ...
في احزان عيون الناس وفي الضل الوقف مازاد ...
بناديها وبعزم كل زول يرتاح علي ضحكة عيون فيها ...
الدوش كانت له اوزان تتحمل عبء هذا الدفق الشعري الوهاج ورحيل الدوش القى بظلال الحزن على كثيرين فمنهم من فتح نافذة الخيال و رثاهو وهو لم يزل حيا عندما احس بدنو زمن رحيله من هذه الفانيه .
هذا أقل شي نقدمه لشاعر في قامة الشاعر الدوش..وبدوري سأحاول ان اسجل كل ما أعرفه عن هذا الشاعر الاستثنائي .. ملقياً في ذات الوقت الضوء علي تلاميذه يحي فضل الله والرشيد احمد عيسي وقاسم ابوزيد والقدال وهاشم صديق . الرحمة والمغفرة لشاعرنا الدوش فقد كان بقامة وطن وكان لسان شعره السودان وهمه . رحل عمر الطيب الدوش وبقي فينا بكل حروفة واشعاره وهمومة علي بلد رايح
بشوف في جوابك التانى .. مُدُن مبنيّةْ متكيّهْ ...
بتمْرُق من شبابيكا .. عيون برموشَهْ مطفيَّهْ ...
شَرَك لي كُلِّ قُمريَّهْ .. وأماني كتيرَهْ مخصيَّهْ …
إنتَ يا ليل المغُنين .. فى صباحات اليتامى ...
فى البشيل فوق كتفو يمْشِى … لمَّا ترْخِى الخيل لِجامهْا ...
يا حمامَهْ .. ودِّعينى .. ودِّعى الارض البتزْرَع … فى جروف الحُب ضلامهْا ...
ارْخِى كتفِك .. واحْضِنينى .. وارْمِى فوق كتفى الملامه ...
سئل يحي فضل الله مرة في برنامج عن اجمل ما سمع من ابيات شعر , فاجاب "سحابات الهموم ياليل بكن بن السكات والقول" اجاب فاوفي وهي ايضاً من روائع الدوش والتي تغني بها الراحل الاستاذ مصطفي سيد احمد ورايي الشخصي ان قوة جمال الشعر تكمن في "فعل هذا الشعر فينا" ..والقياس "قوة الهزات بدرجات "ريختر" ومن الهزات ما يرتد.. "الضل الوقف ما زاد " ليست وقوفا للظل فقط .. فالظل اشارة الضوء .. واقوي الإشارات تاتي من "بنااااااااديها" مكتوبة علي قلوب كل الشعب السوداني

  Reply With Quote