اعلق في جناح سفري
خطابات لي زمن فجري
وادخل من درب سري
لكل مضاجع الأحزان
واضفر من شجر بلدي
بروقا مارقة من صدري
...
....
واسأل يا وطن يا بيتنا
ليه شوقك مواجهني
ليه حبك مجهجهني
وليه تاريخ زمن خسران
موكر لسه في شجني؟
.....
.....
واصرخ يا وطن .. يا بيتنا!
ليه ما تبقى لينا الساس
لنترك الشعر جانبا, فالدوش - متعدد الابداعات والأبعاد- كان مخرجا مجيدا, ومالكا لأدواته الأبداعية في هذاالمجال, شهدته يخرج المسرحيات بطريقة سهلة وبسيطة تنسجم وطبعه الذي عرفنا, كانيناقش النص مع الممثلين بالتفصيل تحليلا لما يرد فيه من مواقف وافكار وشخصيات فيمايعرف ب" بروفة التربيزة" , لم يكن يضع جملته الأخراجية - او الهدف الأعلى للمسرحية –مباشرة, بل يصل اليها بالنقاش و الحوار, وعبر الممثلين انفسهم, وبعد ذلك يتجهونالى خشبة المسرح لأنتاج تلك الجملة, كل حسب تفاعله مع الشخصية وتفصيلات النص وعناصرالعرض التي تحتوي على كل ادواته بما فيها الممثل بوصفه كتلة حية, وخشبة المسرحباعتبارها فضاء لأنتاج الدلالة. بعد ذلك يرتاح مضطجعا على ظهره موسدا الرأس الساعدليراقب سير العرض, وعندما يرى فعلا يكسر اتساق عناصر العرض وانسجامها وتوافقها يرفعيده قائلا:
" اقيف آ بوي" او " اقيفي آآ مي".... لم يكن يلجأ لتمثيل الموقف امامالممثل, بل كان يقوده عبر توالي الحوار والأسئلة جتى يصل الى الطريقة المثلى لأداءالموقف الدرامي ونقل الأحساس. هكذا كان يخرج الدوش مسرحياته ناقلا – في الغالب – شاعريته الى خشبة المسرح, حقا ليس هنالك دراما بلا شعر, والأخراج اجمالا هو النقلالصحيح والفعال للأحساس.
بقي شيئ اخير هو انني لاحظت – مؤخرا - شيئا من ضعفالتركيز لديه عندما كنا نتحاور في مجالس الأنس الطليق, ما ظننت انه لا محالة مؤثرعلى فنه شعرا ومسرحا, الشيئ الذي ربما لاحظه البعض, وقد عبرت عن هذه الملاحظةالهاجسة للأخ عوض حامد "كوبر" الذي بادرني - وهو يخرج ديوان "الساقية" من حقيبته – قائلا: " ده ديوان الدوش, وريني اي واحدة من هذه القصائد يظهر فيها ما تقول" .. لكني لا ازال اعتقد انه لولأ ذلك لكان شعر الدوش أكثر ثراءا .. هذه ليست نهايةالأمر .. لكن بالمقابل هل كان يمكن لذلك ان يحدث ويظل الدوش ذلك الشاعر والمسرحيالذي عرفنا؟ .. ربما
|