View Single Post
Old 07-05-2010, 07:37 AM   #3
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

مناهض للغة التطهرية الغارقة في دموعها, اللغة التي تكتفيبتاجيج العواطف واستفزازها لتكون محاورا اوحدا للنص معيدة انتاجه في هيئة ميلودراماشعرية غير مفضية, وهو ايضا مشروع تعبيري ذو موقف مواز للغة الأشارات الفامضةالمستغلقة, مشروع اكتشف سلطة اكلام فاعتمد التلقائي المباشر دون ان يسقط في فجاجاتاو اسقاطات من خارج السياق, وذلك وفق انهماك شعري خاص يلعب على اللغة الى حد العقوقاللغوي وهو ممسك باطراف حساسيتة الجمالية دون اهمال لتوازنات الشكل و الموضوع , ودون افلات لاشكال الحياة العادية في صوره الشعرية والتعبيرية التي تحتفل باليوميوتنغمس فيه لأستخراج مادة الشعر كي تمتزج بالفكرة ورؤيا الوجود, هنا يتجاور الريفيواليومي مع الرؤيا والفكر, فقد كان الدوش يلتزم جانب عامة الناس, وينحاز الىفقرائهم وبسطائهم منتضيا الكلمة الشاعرة سلاحا واي سلاح, ومتخذا أياها معبرا يكملالدائرة بينه وبين ذاته, كل ذلك في ايقاعية عالية الغنائية و التطريب, هذا الآتي من دهاليز المعاناة والتعب الحساس, الواصل الينا – تعبيرا - يتلبس كل لحساس عميق:
تككت سروالي الطويل
سويتلو رقعات في الوسط
في خشمي عضيتالقميص
اجري وازبد شوق وانط
لامن وصلت الحفلة زاحمت الخلق
وركزت
شان البت سعاد
اصلي عارف جنها في زول بيركز وينستر.
ولاستيفاء ما تفدم نورد من قصيدة اخرى:
يا تلاميذي العزاز
في يوم طويل مبطوح على صدر الزمن
اتلمت الحلة الحنينة
عشان وداعك يا غروب
حزن فارس
وكيف يصير في لحظة مولى
كيفيجوز
يا عمدة كيف؟
الذل مصان
والحب مهان
والسجن اولى
يتواصل الدوش مع ذاته, مع موضوعه ومع قرائه عبر شعر يفيض بالدرامية, درامية الموقف بكل تفصيلاته الدقيقة, الموقف الذي يتجلى فيه الصراع حتى يصل اعلى قممه عبر شخوص ومواقف تحسناصطيادها عين الشاعر, فتكثفها بما يهبها كيانها المؤثر, في حوارية – منتجة, لا تنفك - مع المتلقي, تحاصره بالأسئلة الصعبة, وتضعه امام االتناقضات الصاعقة والحادة التيتضغط ضغطا على زناد الفكر, ويقترن هذا بسخرية لاذعة هي احدى مكونات شخصية الدوش الحيوية والفنية:
وانا جايي راجع منتهي
لاقتني هي
قالت: تعال
كبرت كراعي من الفرح
نص في الأرض نص في النعال
الى ان يقول:
صحاني صوت العمدةقال:
(مسئول كبير زاير البلد)
قال لينا:
(وكت الزول يجي, لازم تقيفوا صفوف صفوف
وتهيجوا الخلا بالكفوف
وتقولوا عاش ... يحيا البطل)
صلحت طاقيتي الحرير
واتنحنح الحشا بالكلام
ورميتو من حلقي الوصل
قت ليهو يا عمدةاختشي
مسئول كبير في الدنيا غير الله انعدم
ما شفنا زول رضع صغار
ما شفنازول نجح بهم
ما شفنا زول لملم رمم
ويزيد من تكثيف هذه التناقضات وثرائها وروددائم لثنائيات منها اللفظية غير المتضادة مثل:
اتلخبط الشوق بالزعل
اتحاورواالخوف والكلام
ومنها اللفظية المتضادة مثل ثنائيات الظلمة والضوء, القومةوالفعدة, الفرة والعقدة, وغيرها من تضاد استطاع الشاعر توظيفه بما يهب الخط الدرامي للقصيدة نماءا وتصاعدا يجتاز التنضاد المجرد ويحوله الى فعالية تخدم الموقف الدرامي, وصدق من زاوج بين الدراما و الشعر, وعلى هذا النسق يجيئ تضاد الموقف وتناقضه في حالات مثل: "كبرت كراعي من الفرح" و
" ضاقت نعالي من الزعل", " احزانبتفرح وتشتبك" و " افراح بتحزن وترتبك ", لم تقتصر الدراما لدى الدوش على الشعر, انما تفرعت - اصلا – عن ممارسته اليومية, فقد كان يصوغ من حياته دراما متصلة كثيراما اعيت مقربيه, لكنها كانت تضج بالفعل والوعي المختلف. وقد تسربت هذه الدرامية حتىالى موته لتشدنا الى تعبير " العمر الهظار" في احدى قصائده.
الوطن حالة دائمةالحضور لدى الدوش, وهي احدى هواجسه التي وسمت شعره, فالوطن هو فضاء التفاعل, وهوالذي يتفاعل بدوره مع من فيه وما فيه, وقد زخر شعر الدوش بهذا التفاعل الحي معالوطن بوصفه وجودا, ومع اهله في جميع مناحي حياتهم حتى ارتبط ما هو وطني بكل موضوعيطرقه في شعره حد الحلول والاندغام, كيف لا والوطن هو عشق الدوش وحلمه المسيطر – حدالهلوسة - وفعله ابداعا ثريا وحياة, كما والدوش جزء مهم من ذاكرة هذا الوطن الحبيب. هاهو يقول:

  Reply With Quote