View Single Post
Old 07-05-2010, 07:33 AM   #2
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

هل هذا هو الدوش؟ رجل يبدو عابسا وضاحكا وساخراوطربا وجادا وبسيطا ومعقدا ومتواضعا ومتعاليا وعنيدا وصعبا وسهلا ولامبال وحزين فيذات الآن! تفاجؤك كل هذه الصفات - الثنائيات – وغيرها لدى الأنطباع الأول, الصفةوضدها, قلا تجد لشخصيته مفتاحا واحدا - أو لا تجده مطلقا - حتى تعبر اليه المساقةبين منصة التدريس ومقاعد الدرس, بين الشعر و اللاشعر, بين الكلمة " الفاضية" والكلمة الموقف, وعندما تتعرف عليه تجد كل هذه الصفات جائزة عليه احيانا, الا انالبساطة والعادية والسخرية والتمرد هي الصفات الغالبة والأصيلة لديه.
الدوشيحاضر: "عقدة الكترا وهي المقابل الأنثوي لعقدة اوديب لدى الرجال" سمعت هذه العبارةوغطست ثانية في سراديب الذاكرة الحاضرة, كان الزمن يمر باحدى قمم عنف دورات التسلط
التي عاناها الشعب السوداني.. وقفزت الي "الساقية", تلك الأغنية الخالدة التيظلت تقود تعبير الناس ضد التسلط منذ زمن بعيد, على الرغم من ان البعض ظل ينفي عنهاهذه القصدية, لكن الدوش نفسه يسعفنا بان "احمد هذا ولد في فترة مايو.. وعاش .. وتزوج قي تلك الفترة" وهذا قول قاطع لا يجدي معه حتى القول " بفتح النص على آفاقأرحب".
قدمه لنا الفنان محمد وردي عند أول اداء للأغنية "الحزن القديم" بالشاعرالمغترب, ولعله لم يكن يقصد اغترابه الى يوغوسلافيا طلبا للعلم, بل هو الاغتراب عنعالم تتمازج فيه الرداءات بالوقاحة والزيف وكل القيم الماحقة, وفي زمن كانت كلمةمغترب تحيلك مباشرة الى ليبيا "ام تأشيرة" والى دول الخليج, مع احالات اخرى تظهر فياشعار شعبية شاعت زمنا مثل:
الما بجيب لعياله مسجل
من مليط ويقبل
لذا كانعلى الدوش - الله يديه العافية كما يقول الأخ الأستاذ يحيى فضل الله - ان يتخذ نفسالطريقة التي غادر بها هذا العالم, فالموت نفسه لا يعدو ان يكون موقفا درامياساخرا- يمكن التواطؤ عليه او معه - لدى الدوش/مستودع السخرية, موقف "ينفض" به يده - وبنفس تلقائيته و بساطته في التعبير - عن الدنيا ..... الدنيا الكذب .... الدنياالوجاهات الزائفة ... الدنيا المين المستحكم والمتحكم في السلوك والتعبير .. كانيقيم قطيعته مع كل هذا العالم "بنفضة يد" الى واقع يحلم فيه بقيم الخير والصدقوالأنصاف والجمال... عالم يعيشه في دواخله على مستويات التصور والفعل الابداعي, فتأمله - بالله عليك - كيف يظهر في شعره:
بداية الحقلة دلوكة
نهاية الحفلةمتروكة
لأي صنم يشيل كرباج
يجلد الحق
يخلي الدنيا مربوكة
هذه الشاعريةتضعك على الفور امام انسان "يشعر بما لا يشعر غيره, اي يعلم" كما ورد في لسان العربمن تعريف للشاعر, وهو يصوغ ما يشعر ببساطة تذكرك ب"ريلكة" الذي ظل يردد بانه ينشدالعمق في البساطة فيجري هذه الرؤيا على شعره, لكن بساطة الدوش في التعبير ارتبطتبالمفاجأة والأنتقالات غير المتوقعة بما يحاورالفكر والحس الجمالي لدى المتلقي بلمثيرا ما يصدمه فيذكيه:
ياسعاد تعالي ولمي من كل البيوت
زخرفي الكونالجميل
عدة السفر الطويل
شخبطي الفجرالنهار
المغرب
الفجر
النجوم
في صرة وارميها البحر
خلينا فوق الشكنعوم
هذا مشروع يقيم قطيعة واعية مع اللغة الفخمة المطرزة بزخرف القول وتشكيلات " الثياب القشيبة", وهو

  Reply With Quote