View Single Post
Old 05-31-2010, 07:52 AM   #2
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.55



عوض خضر is offline
Default

كان اخر ركاب المركبه التي تزوم ايذانا بالمغادره

الحقيبه الصغيره التي لا تمت لفئته العمريه بصله تبدو لافته تثير السخريه

ومع ذلك كان يحاول ان يزدرد حسره قاومها لمدة ايام كانه لم يعي تماما انه لابد من الرحيل اول ما فعله كان التخلص من الحقيبه التي تجعله اكثر تحسسا من نظرات الاخرين ومن همساتهم

ارتفع نشيجه الداخلي بعيد ان ارتمي علي مقعده الوثير


رغم ان رحلته كانت بالنسبه اليه من قبل عوده لمراتع الصبا الا انه اكتشف لاحقا انه سيكون مضطرا ان ينبش في اشياء كاد ان ينساها بعد ان تراكم عليها غبار السنين


في البدايه عندما سمع خبر نقله لهذه الاصقاع استجابة لطلباته المتكرره فزع وساورته الشكوك في امكانية صموده


ولكنه تراجع عن ذلك فوجوده هنا لم يعد خيارا بعد ان اكتشف ان الاحلام التي تراوده حتي في صحوه ستظل مجرد جرعه لازالة الاحباط فقط

هاهي التي ظل ينتظر ان يصل اليها وكانت تغزل الحلم معه بعد ان ازالت مساحيق ضغوطات اهلها وانها مغلوبة علي امرها ترمي في وجهه تلخيصها لحاله المتردي

قائلة ان ما كان حلما مشتركا بينهما ليس الا سراب لايمت للواقع بصله

وانه ليس لديه القدره علي تحطيم قوقعة واقعه المرير بحثا عن محاوله جديده

كان هذا اخر حديث اجراه معها وكان كذلك اول صافره اطلقت لبدايه يجهل الي اين ستؤدي ولكنه كان يمني النفس بخيارات ستتواجد خارج نطاق الرؤيه الحاليه

رغم القسوه في تقرير مصير حلمهما

الا انه بعد فتره اكتشف ان كلماتها كانت محفز لا بد منه ليمارس الاستفاقه التي كانت حينذاك كئيبه حارقه


عاد الي الحافله بعد التحليقه القهريه واكتشف ان جارته ذات التقاطيع الدقيقه والعينان الواسعتين تتلصص علي سرحانه دون ان يعي

تسول الجريده التي تستعملها كمذبه لذباب غير موجود رغم معرفته الاكيده بان الجرائد التي تبدو كلوحات اعلانات هذه الايام ستزيده ضيقا

لكنه اراد كسر حاجز التباعد المتعمد لاثبات طهاره لاتثقبها كلمات جيران رحله طويله

مر علي كل شئ غير الاعلانات ولكنه ياللغرابه راي في كل ماقراه اعلانا ما اعلان عن تغيير منشود بمؤسسات خارت قواها في محاوله مستميته لاستدرار عطف القراء الذين ماعاد اصلا يعنيهم الامر

اعلان عن تحسن في دخل الفرد وتساءل اين هذا التحسن تحسس الجنيهات التي يحملها الي امه كي لاتوصمه بالخيبه

ثم عاد من حيث اتي تحرقه العوده الان لقد تعود علي كل شئ القطاطي الناس الحشائش البريه الشمس القاسيه الخريف المعطاء عيدان الذره حواف الاستغراق في المتعه

وجوه الصغار المسامره حتي وقت متاخر

كل ماكان يفعله الذين حوله يغسلون مع ثيابه الكثير من الالم يتسابقون علي فعل ذلك وفعل كل مايجعله مبهورا كل مايجعله ينغمس في الانتماء اليهم رويدا رويدا

ومع ذلك كان لابد له من اوبه حتي لا يلحق به الي هنا اخاه مرة اخري كما فعل قبل فتره فوجده غارقا في ما سماه هذيان اثم


تنهدت الفتاة بجانبه بحرقه فالتفت اليها وبدا يتحدث اليها دون سدود

حدثها عن كل شئ كانه يعرفها من سنين عن خيبته وعن استسلامه لفتره وعن فصول محو الاميه التي اوجدها وسط القطاطي وعن فكرة المستودع الذي يضعون فيه الفائض الجماعي وعن التعاونيه التي يزمع انشاءها

وعن بقراته المطيعات وعن قطعة الارض التي ستدر اليه بعد الحصاد مدخولا لا باس به وعن قطيته الاثيره ( النقاع) ( وكنش العصيده) ( والحله ) المسوده

وعن التلقين مع اوعية العسليه وعن اناشيد الحصاد بلهجات لم يفهمها بعد لكنها كانت تسري في فكرته عن العمل الجماعي والانجاز الخارق وتجعل ( النفير ) طقس تلاحمي حازق يجتاحه حتي في نومه

حدثها عن الرعود والقطرات التي تظل تجلد الارض لايام ومع ذلك تظل النيران مشتعله والقطاطي صامده

وعن خميس تاجر الحبوب الذي اظهر له الكثير من القرف تجاه محاولاته التي يعتبرها خرقاء وصبيانيه وبالتالي صار يسبب له الكثير من المتاعب

كان تنظر اليه بتفهم سري اليها الحماس صارت تقاطعه متساءله عن بعض التفاصيل استطاع ان ينقل اليها كل شغفه بتلك المناطق ماجعلها تضحك بطلاقه اثناء تدفقه

صارت تتعامل معه بعفويه نزقه تصاعدت الفه عابقه بينهما ترجلا لتناول الطعام رغم انهما كانا بمعزل عن الاخرين

صنعا حول احاديثه ستارا كثيفا جعلهما ينتميان الي عالم اخر

عندما وصلا اشعل سجاره من ضحكتها وتابط ساعدها وحملا سويا حقيبته الصغيره مع اصرار علي العوده معا الي هناك بينهما نبتت زغروده وصندل وقرمصيص واشياء اخري


اسم هذه المحاوله : صندل وقرمصيص واشياء اخري

  Reply With Quote