View Single Post
Old 05-18-2010, 07:30 AM   #126
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

اسعاف الضباب

سياره من طراز لاندروفر بيضاء حتي مشارف الاطارات مع هلال احمر علي الجانب رغم ان الطلاء الابيض صارت تتراكم عليه خدوش بفعل الزمن ، كانت تنهب الطريق يوميا في الصباح من المكتب الي بيوتات العمال

ومن ثم الي المركز الصحي وفي حالات قليله الي المستشفي في طابت او اذا استدعي الامر الحصاحيصا

ولا يذكر الاسعاف الا ويذكر المرحوم عثمان الحاج عبدالله رجل قصير القامه انيق الملبس ( اذ انه غير ملتزم بلبس الخاكي الرسمي ) الشيب يكسو الجزء الامامي من راسه

رغم ان قيادة الاسعاف تعاقب عليها بعض السائقين قبل ان يتوقف نهائيا وتصرف الاداره النظر عن الاهتمام بهذا الجانب من مستحقات العاملين الا ان عمنا المرحوم عثمان الحاج استمر فتره طويله

في هذه الوظيفه لذلك ارتبط اسمه بالاسعاف

فقد اتي بعده للضباب السائق سعيد بخيت ثم حسن عووضه ثم عبدالرحمن والذي ختم هذه المسيره التي استمرت طويلا لنقل العمال المرضي وعائلاتهم الي اقرب مواقع الرعايه الصحيه

عثمان الحاج رحمة الله عليه كان يسكن بالقرب من منزل المرحوم العمده في بداية الاستراحات

وكان رجلا نظيفا مرتبا دائم الاهتمام بعربة الاسعاف ونظافتها يأتي مساءا ويبدا في مراجعة العربه واحيانا ياتي مرتديا العراقي حاملا الجردل ليغسل السياره

وكان هناك مكان مخصص لتتوقف به سيارة الاسعاف هي الراكوبه الحديديه التي صارت فيما بعد منتدي لعبدالباقي احمد ابراهيم الذي تحدثنا عنه سابقا

واحيانا ياتي ليدخل تحت الاسعاف ويظل لساعات يخرج قليلا حاملا خرقه او غيرها ثم يعاود الدخول الي تحت دون ملل

يحضر العم عثمان الحاج صباحا للمكتب لياخذ دفتر العياده اذ ان كل عامل لديه حاله مرضيه عليه ان يسجل اسمه في دفتر مخصص عند الناظر المسئول

وبعد ان يتسلم المرحوم عثمان الحاج الدفتر يبدا فورا في الدوران علي البيوتات لنقل المرضي

وبعد ان يحمل كل الذين تم تسجيل اسماءهم والذين استغلوا الاسعاف لمشاوير مؤجله منذ الامس بعد ان يكون تشاجر مع غير المرضي وانزل بعضهم وخصوصا الشباب منهم

يتحرك ناحية المركز الصحي ويركن السياره امام المركز وبعد ان يقدم دفتره للمساعد الطبي

يحمل ( قفة ) الخضار ويتحرك نحو السوق ولا يعود من السوق ومجالسه المرحه الا بعد ان يأتيه مرسال من المرضي في المركز الذين طال انتظارهم

ليبدا رحلة العوده الي الضباب ثم يبدا في اعادة المرضي لبيوتهم

وللاسعاف حكايات كثيره لايمكن حصرها

وخصوصا حكايات عمنا حسن مرضي الامين مد الله في ايامه

كان عمنا حسن مرضي مغرما بالسفر اذ لا يمر يوما الا والعم حسن مرضي لديه مشروع سفر جاهز في انتظار التنفيذ


ونواصل

  Reply With Quote