View Single Post
Old 05-12-2010, 07:56 AM   #113
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

كان السفر في تلك الايام معاناه حقيقيه

وهذه المعاناة تشمل سبل المواصلات والطرق والهم الاكبر مفارقة الديار لنهار او ايام او حتي شهور في حالة الدراسه وهنا المقصود المرحله الثانويه والجامعيه رغم قلة المسافرين لهذا الهدف الاخير

حينها

فقد كان السفر لمدينة ودمدني يعني يوما كاملا اذ تخرج في الصباح الباكر وتعود والشمس اذنت للمغيب

في الاول كان البص من ماركة مرسيدس الشهير وسائقه المشهور له الرحمه ان كان حيا مازال اوميتا حسن بابكر

ومازلت اذكر الرجل اقرب لطول القامه وعمامته التي تبدو وكانها مرسومه عليه لاتنزع ابدا ووجهه المتجهم دوما وساعته البيضاء وطريقته البطيئه جدا في القياده

وكان البص حسب ما اذكر مملوكا للفناقله وكان يقل لمدني تقريبا جل المسافرين لمدني من فطيس والضباب وتنوب والجزولي وشادلي وقوز احمد نور وكل القري علي الكنار حتي مشارف مدني

المسافرين ودجاجهم وكميات وافره من الجلود واحيانا الحبوب الغذذائيه

وللدجاج في هذا البص حكايات غريبه اذ يظل الدجاج الريفي المنهك اصلا من الامراض والتغذيه الرديئه معلقا من رجليه

ومنذ صعود صاحبه للبص المكتظ ورفع الدجاج في الاعلي يبدأ في احتجاج طويل الامد ينقطع احيانا لكنه يعود حتي الوصول

والبص عادة يكون مكتظ بالداخل ومحمل في اعلاه بالجوالات والدجاج والكراتين والجلود

ويظل البص يئن تحت ثقل هذه الاحمال يتوقف ليضيف اليها ونادرا ما تنقص حمولته اثناء الطريق في قريه قبل مدني

واظن ان رابع كان هو المساعد الاشهر علي المرسيدس وبعد ان تقاعد العم حسن بابكر

كان رابع يقود المرسيدس ردحا طويلا

استمر هذا الوضع طويلا ثم ظهرات السيارات الاصغر والاسرع فتضاءل دور البص الشهير واضمحل ثم توقف تماما

لكل ماتقدم كان السفر هم كبير

ونواصل

  Reply With Quote