View Single Post
Old 05-09-2010, 12:33 PM   #102
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

في الخريف تكتسي الضباب بحله غامقة الخضره

اذ تكسوها عشبه خضراء اوراقها كبيره سميكه تسكب سائل شبه لبني اذ تم قطعها

وهي غير مستساغه للماعز لذلك تطغي علي بقية الحشائش وتغطي كل الضباب وتبقي كذلك حتي نهاية الخريف فتبدا في الاصفرار والتراجع حتي تتحول الي اعواد صغيره متناثره

وبعد ان تفرض هذه العشبه سيطرتها علي كل المساحات بين البيوت يضطر الناس لحفر دروب من بيوتهم حتي المخارج الرئيسيه لئلا يضطروا للسير في العشبه التي تكون رطبه دوما وتترك اثرا

اخضر صابغ علي الملابس خصوصا البيضاء منها وطبعا هذا ينطبق علي كبار السن فقط

وكما قدمت ان هذه العشبه البهائم لاتتعاطاها وان فعلت ففي اخر الخريف وبكميات قليله

ولاتنجو منها الا الاماكن العاليه او الميادين التي تكون فيها العشبه نهبا لاقدام الصبيه

وفي الخريف النجيل الدائري الذي يبدوكاطار مخضر للجدول الجانبي يتزايد ويتطاول ويتمدد حتي الاشجار القريبه

والشجيرات الشوكيه تطل بفروعها الدقيقه من بين الأعشاب

اما اشجار البان والتي تمثل النوع الثاني من حيث الكثافه بعد النيم في الضباب فتبدو مزهوه قليلا لون اوراقها الخضراء الباهته تبدو اكثر زهوا من قبل اشجار السدر ( تنقض مشاطها ) خريفا وتبدو كمظلات ضخمه خضراء تتناثر فيها الازاهير الفاقعة الصفار كبقع طلاء صغيره دلقت دون ترتيب

واعشاب الحسكنيت والعنكوج والضريسه وام كويعات تتسابق في النمو حتي تكمل دورتها قبل النضوب

الضفادع تعزف سيمفونية المطر يوميا كلما افلت الشمس وتبدو وكأنها في احتفاليه صاخبه لن تزف نهايتها الا بعد ان يبدا الخريف في لملمة قطراته ورعوده وغيومه مزمعا الرحيل

ورغم ان الارض الطينيه تجعل السير بعد الهطول امر شائك الا اننا كنا نعشق السير فوق الاعشاب المبلله التي تلثم الاقدام بحنو مشبع بالطل

والاعشاب تنتشر بين الخطوط وفوقها مما يجعل ازالتها قبل الموسم امر بالغ التعقيد احيانا

ورغم ان الفضاءات المعشوشبه تبدو في البدايه كانها اخذت علي حين غره ببداية الهطول الا انها سرعان ماتتزين في ابهي حله تجعل الاخضر يمتد علي مد البصر حتي يتلاقي بالحقول دون فواصل مرئيه

والخريف في الضباب ليلا يبعث شئ من الكدر في النفس اذ ان امطار الليل تكون حائلا بيننا وبين النادي وبين الجلسات تحت الاعمده

وكذلك تكون المحطه حالكة الظلام الا من غمزات البرق السريعه

والناس عادة ما يأوون مبكرا لاسرتهم خريفا والنساء يحتجن للكثير من الجهد ( للعواسه ) المتاخره

اذ ان اعواد القطن تكون مبلله غير قابله للاشتعال الا بعد جهد جهيد

ونواصل

  Reply With Quote