في الخريف تكتسي الضباب بحله غامقة الخضره
اذ تكسوها عشبه خضراء اوراقها كبيره سميكه تسكب سائل شبه لبني اذ تم قطعها
وهي غير مستساغه للماعز لذلك تطغي علي بقية الحشائش وتغطي كل الضباب وتبقي كذلك حتي نهاية الخريف فتبدا في الاصفرار والتراجع حتي تتحول الي اعواد صغيره متناثره
وبعد ان تفرض هذه العشبه سيطرتها علي كل المساحات بين البيوت يضطر الناس لحفر دروب من بيوتهم حتي المخارج الرئيسيه لئلا يضطروا للسير في العشبه التي تكون رطبه دوما وتترك اثرا
اخضر صابغ علي الملابس خصوصا البيضاء منها وطبعا هذا ينطبق علي كبار السن فقط
وكما قدمت ان هذه العشبه البهائم لاتتعاطاها وان فعلت ففي اخر الخريف وبكميات قليله
ولاتنجو منها الا الاماكن العاليه او الميادين التي تكون فيها العشبه نهبا لاقدام الصبيه
وفي الخريف النجيل الدائري الذي يبدوكاطار مخضر للجدول الجانبي يتزايد ويتطاول ويتمدد حتي الاشجار القريبه
والشجيرات الشوكيه تطل بفروعها الدقيقه من بين الأعشاب
اما اشجار البان والتي تمثل النوع الثاني من حيث الكثافه بعد النيم في الضباب فتبدو مزهوه قليلا لون اوراقها الخضراء الباهته تبدو اكثر زهوا من قبل اشجار السدر ( تنقض مشاطها ) خريفا وتبدو كمظلات ضخمه خضراء تتناثر فيها الازاهير الفاقعة الصفار كبقع طلاء صغيره دلقت دون ترتيب
واعشاب الحسكنيت والعنكوج والضريسه وام كويعات تتسابق في النمو حتي تكمل دورتها قبل النضوب
الضفادع تعزف سيمفونية المطر يوميا كلما افلت الشمس وتبدو وكأنها في احتفاليه صاخبه لن تزف نهايتها الا بعد ان يبدا الخريف في لملمة قطراته ورعوده وغيومه مزمعا الرحيل
ورغم ان الارض الطينيه تجعل السير بعد الهطول امر شائك الا اننا كنا نعشق السير فوق الاعشاب المبلله التي تلثم الاقدام بحنو مشبع بالطل
والاعشاب تنتشر بين الخطوط وفوقها مما يجعل ازالتها قبل الموسم امر بالغ التعقيد احيانا
ورغم ان الفضاءات المعشوشبه تبدو في البدايه كانها اخذت علي حين غره ببداية الهطول الا انها سرعان ماتتزين في ابهي حله تجعل الاخضر يمتد علي مد البصر حتي يتلاقي بالحقول دون فواصل مرئيه
والخريف في الضباب ليلا يبعث شئ من الكدر في النفس اذ ان امطار الليل تكون حائلا بيننا وبين النادي وبين الجلسات تحت الاعمده
وكذلك تكون المحطه حالكة الظلام الا من غمزات البرق السريعه
والناس عادة ما يأوون مبكرا لاسرتهم خريفا والنساء يحتجن للكثير من الجهد ( للعواسه ) المتاخره
اذ ان اعواد القطن تكون مبلله غير قابله للاشتعال الا بعد جهد جهيد
ونواصل
|