المرحوم عبدالحفيظ عبد الجبار رجل لا يبتعد كثيرا عن الشجره الا ويعود اليها
يقضي جزءا كبيرا من نهاره يحرك موجات الراديو القديم جاهدا ان يلتقط محطه ثم لايبقي طويلا
ويستمر في مداعبة الموجه المخلوعه بحثا عن اخري وفي الغالب يلتقط محطات مشوشه تصدر وشوشه متقطعه كانها تلفظ انفاسها الاخيره
ولكنه يتوقف في اعادة بعض البرامج التي يداوم علي سماعها ومن خلال جلوسنا قربه تعودنا تدريجيا سماعها مثل بليلة مباشر وربوع السودان
وبعض البرامج التي تبث اغاني تراثيه او تبث اغاني طمبور كانه يحن لصبا هيهات ان يعود
ويظل علي تلك الحاله حتي تهاجمه موجة نعاس شرسه لا يستطيع التغلب عليها فيستسلم ونسمع غطيطه المنخفض ولكن من خلال هذا الغطيط يمكن ان يوقف عراك يوشك ان يتحول الي معركه طاحنه
بأن يتوقف قليلا ويزوم فيتوقف المزمعين علي التطاحن فور ا
ويواصل المرحوم نومته المتقطعه القلقه التي لا تستمر طويلا
ولكنها تترك اثر تغضن علي وجهه مما يجعله يبدو عابسا قليلا وعندما يصحو يعاود مداعبة الراديو
وكنا نجلس حول هبابه ( كيمان ) ( كيمان ) لكل كوم لعبه يفضلها افراده
كان بعضنا يحب صناعة التماثيل الطينيه ويصنع حولها حياة باكملها وبعضنا يحب لعب الورق وهي اوراق الكوتشينه التي اهترأت وتركها الذين يكبروننا او الليدو والسلم والثعبان
وعندما وفد للضباب المرحوم ازهري سابي الليل وعائلته من مارنجان
اضاف كوما اخر هو كوم مهتم بقراءة مجلة الصبيان وميكي وبطوط والالغاز وتتبع روايات المغامرين الخمسه وارسين لوبين والشياطين ال 13
ولاحقا عندما تعرفنا علي المرحوم اسامه علي التجاني وياسين ابوزيد وتقدمنا في السن قليلا تم تعريفنا علي عالم الطيب صالح الفسيح واحسان عبدالقدوس ومحمد عبدالحليم عبدالله
وهذا الكوم تدريجيا صار اكبر الاكوام اذ ان شرط الانضمام اليه معرفة القراءه و الاهتمام بها
وليس هناك حجر علي صغار السن طالما يستطيعون القراءه
وقد كان هذا الكوم بداية يعد كوما خاملا افراده لا يحبون النشاط ولايتمتعون بالحيويه المصاحبه لتلك السن من قبل الكيمان الاخري
ونواصل
|