وهناك نوع اخر من العشاق وهذا لايستطيع المرحوم العمده التعامل معه لانه لايحضر للشجره الا عندما يرخي الليل سدوله وساعتها يكون عمنا العمده قد غرق في ثبات عميق وهذا النوع الاخير لسنا بصدد الحديث عنه
الاحداث التي تحدث في اعلي الهرم كانت تنعكس علي بيوتات وسلوك العمال بشكل او باخر ففي عهد السودنه ظل الانجليز يديرون السكه الحديد ردحا من الزمن ثم بدا يتوافد بعض المدنيين لقيادة السكه الحديد وفي الغالب
كانوا متخصصين وكان الناس حسب الحكايات في اغلبهم وتجاوبا مع المد الوطني القوي حينذاك قد انضوا تحت لواء الحزب الوطني الاتحادي واستمر هذا الولاء لاسباب عده اولها تأثير الطرق الصوفيه علي السواد الاعظم
من العاملين القادمين من الشمال وبالذات الطريقه الختميه وكانت هذه الطريقه قد اندمجت في الحركه الاتحاديه التي ضمت العديد من التيارات المساهمه في الاستقلال
وبما ان الكثير من العمال قدموا اصلا من الشماليه واهل الشماليه في ذاك الزمان كانوا ختميه قبل ان ( يركبوا وش كرتون لها ) فقد استمر ولاءهم حتي بعد انتقالهم للعمل بمشروع الجزيره بكافة اقسامه
هناك طبعا طرق صوفيه اخري كانت مؤثره ايضا كالتجانيه للقادمين من الغرب
وكانت نقابات العاملين تتكون من افراد لديهم ارتباطات نشطه مع كياناتهم السياسيه في الغالب حتي ولو في مناصب النقابه العليا
والنقابات العماليه كانت فيما مضي محرك قوي يدفع العاملين للتفاعل الفوري مع طروحات النقابات والتي احيانا تكون صادره من احزاب سياسيه
ورغم ان الاحزاب الكبيره لم تهتم بهذا الجانب بشده ولكن كان لابد من وجود عامل اواثنين ينتمون لها في النقابات الرئيسيه
ولكن بعد انقلاب الفريق عبود صار يفد لادارة السكه الحديد بعض ضباط الجيش المغضوب عليهم
وهؤلاء رغم عدم مقدرتهم علي محو دور النقابات الاانهم حاولوا جاهدين تدجينها
مما جعل دور النقابات يضمحل قليلا قليلا
ولكن في الغالب كان العمال يتأثرون بنقاباتهم حتي وهي مجرد ظل للمدير الصارم القسمات القادم من المؤسسه العسكريه
كما ان تاثير اقطاب المنطقه في اداء العاملين السياسي كان ايضا واضحا ولكن طوال وجود المرحوم الخليفه محمد الحسن عبدالماجد والخليفه عوض محمد فرح كان
جل العاملين محافظين علي ارتباط وثيق مع الطريقه الختميه وبالتالي التعامل الجاد مع تحالفاتها
وكذلك كان هناك تاثير القطب الاتحادي الكبير رحمة الله عليه محمد الحسن الفنقلن
الاداريين العسكريين جلبوا معهم قوانين الضبط والربط العسكريه وحولوا السكه الحديد لمؤسسه شبه عسكريه يبدا اليوم فيها بصافره طويله
ولكن بعد صعود المد اليساري في العالم وسيطرة اليساريين السودانيين علي النقابات قام القياديين النقابيين كزكريا محي الدين والشفيق احمد الشيخ
بضخ قوه هادره في اجساد النقابات العماليه التي تهالكت بفعل التسلط او محاولة ازالتها لاسباب اخري
بلغ هذا المد أوجه بعد انقلاب مايو فاندفع الاف العاملين وفَعلوا عضويتهم بالنقابات العماليه وصارت النقابات العماليه اقوي من الادارات وصارت النقابات العماليه هي التي تضع الكثير من السياسات
التي تخص حقوق العمال
واستمر هذا الامر ردحا من الزمن حتي بعد انقلاب مايو علي اليساريين اذ ظل الكثير من النقابيين علي ارتباط يانظمة الحكم حينذاك مثل الاتحاد الاشتراكي
ولكن بعد استشراء الفساد فتر رويدا رويدا اهتمام العمال بنقاباتهم ولكن كانت هناك مؤسسات اخري بدات تجذب اهتمام العمال وتعمل علي تفريغ سخطهم المتصاعد علي مايو وهي التعاونيات
وسنتحدث عن تعاونية محطة الضباب بالتفصيل لاحقا
ونواصل
|