View Single Post
Old 04-22-2010, 08:25 AM   #47
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

عبدالحفيظ عبدالجبار وكنيته العمده رحمة الله عليه رجل قصير القامه عريض المنكبين ذا وجه ضحوك وعينين عسليتين وشلوخ طوليه خفيفه تكاد لا تري الا بعد تمعن

وهو الذي سميت الشجره الشهيره باسمه لدفاعه المستميت عنها وعن وصيفاتها ولتواجده الدائم بها مستلقيا علي ( الهباب) رافعا رجله علي الأخري مداعبا جهاز الراديو الذي يبدو اكل عليه الزمن وشرب

والعمده يوفر له عمله تواجد دائم بالشجره اذ كان مسئولا عن توفير المياه للمنطقه فلا يفارق الشجره الا للنوم في البيت او لادارة وابور المياه اوللذهاب للسوق

وهو رجل مجتهد لديه ( زريبه ) خلف المنزل مفصوله لقسمين قسم للخضروات والاخر لتربية الماعز وهذا داب الجميع

ولكن لعمنا المرحوم العمده عشق خاص يكنه للشجره فهو يزيل القشور التي بدات تتيبس منها ويشذب الاغصان النشاذ كما انه حريصا علي حمايتها من المعتدين والمتسلقين وبعض العشاق الذين يحفرون سيقان الاشجار

ولهؤلاء قصص كثيره ورغم ان شجرة العمده كانت سريعا ما تجعل التقرحات علي ساقها الجميل تختفي الا انهم كانوا يصرون علي تسجيل مكنونات انفسهم في شكل رسومات بسيطه قد لاتراها المعشوقه ابدا

ولكنها تفريغ لحالة عشق بائسه ومنهم من يرسم قلب ينحته بتؤده علي ساق الشجره ثم يخترقه بسهم حاد وقد يكتب حروف اوليه لاسم معشوقته وهذه حالات نادره اذ ان العاشق يظل وقتا طويلا ينحت ساق الشجره وبالتالي

غالبا ما يكون قد تعرض لغزوات الفضوليين الذين يمكن ان ينقلوا الامر لذوي المعشوقه الغافله

ولا اعرف لما ارتبطت هذه الشجره بالعشاق ولكن كان كل عشاق المنطقه يزورونها بطريقه ما فمنهم من يحضر عصرا عسي ولعل المعشوقه تمر مصادفة او عمدا في احدي الطرقات فيكحل عينيه الظامئتين

لرؤيتها من بعيد اومن قريب

ومنهم من يأتي لان الهواء المشبع ببرودة الجدول الجانبي ومنظر النجيل والحقول يكون بردا وسلاما علي النار التي تضطرم بين ضلوعه التي غالبا ماتكون ناحله اكلت عليها الملاريا وشربت

ومنهم من ياتي لانه يعرف ان معشوقته ستمر بالشجره في طريقها ( للدوران) لجلب مياه الغسيل

وكان لاهل الضباب وبالذات الفتيات والنسوه اعتقاد راسخ ان الماء المالح يستهلك الصابون ولايؤدي لنتائج مرجوه من الغسيل لذلك تقوم الفتيات بجلب الماء من

( الدوران ) وهو عباره عن حوض دائري تدخله المياه من الجنابيه ثم تتوزع علي الجدوال اذ كانت له ثلاثه مخارج جدول رئيسي يروي الحقول البعيده خلف المحطه وجدول بالوسط كان يستخدم قديما ومازال يروي بعض زرائب

خضروات بعض العمال وجدول ثالث حفر حديثا لعدم قدرة الجدول القديم باستيفاء كل المطلوب منه

فالعاشق من النوع الاخير يكون قد باح بمشاعره التي تبدو اشواق مراهقه غالبا لمعشوقته وصار ينتهز الفرص ويضرب موعدا لرؤيتها ذهابا وايابا من والي الدوران

ورغم ان الكثير منهم لايحظي باكثر من نظره عابره بعد ان بذل الكثير من الجهد وكتب الكثير من الوريقات وارسل كثير من الاشارات الا انه كان يظل يصقع جرة هذه النظره طوال صحوه

والمحظوظ منهم قد يحظي بابتسامه خجله عجوله تظهر ثم تختفي تتلفت صاحبتها حولها ثم تسرع لاتلوي علي شئ

ونواصل

  Reply With Quote