عند العوده من المذاكره الليليه
كنا ننتشر في كل الشارع نزحمه اذا كنا نسلك نفس الطريق مع ابناء فرج الله والذين يقطنون اطراف الحله ناحية الضباب
تبدأ الاعداد في التناقص كلما اقتربنا من مدخل الحله وكنا نصدر الكثير من الضجيج ونطارد بعضنا البعض ونتحدث بأصوات مرتفعه ثم يبدا كل هذا الضجيج في الخفوت
تدريجيا وتبدأ اعدادنا في التناقص اذ يبدأ الذين يقطنون اطراف الحله في مغادرة السرب المزعج حتي يرسي الأمر علي الذين سيعبرون كوع الجنينه
وكلما أقتربنا تبدأ الأصوات تهمس ونبدأ في التلاصق كأننا بشكل غريزي كنا نعي ان افضل وسيله للحمايه هي في التلاحم، كل المخزون عن كوع الجنينه
كان يطفو علي السطح في تلك الساعات وخصوصا عندما لايكون هناك قمر فيكون الظلام حالكا يغذي المخيله المشحونه باقاصيص الجان واشياء اخري لاتمت للواقع بصله
عندما نصل كوع الجنينه ينقطع حتي الهمس ويبدأ الكثيرين في تلاوة ما يحفظونه من من ايات قراّنيه وكل منا يحاول جاهدا ثبراغوار الظلمه بعينيه محاذرا ان لا ينظر
اتجاه الجنينه
وكل منا كان يشعر ان المسافه التي حسب اعتقادي لا تتعدي المائة متر مسافة اميال ولانبدا في تنفس الصعداء الا بعد ان نترك كوع الجنينه بمسافه كافيه خلفنا
وبعد ذلك تبدا الاصوات في الأرتفاع تدريجيا ونستأنف المطاردات المازحه التي لاتتوقف حتي مشارف البيوت ( علب الكبريت )
هذا المشوار رغم المعاناة التي كانت تتخلله الا انه كان يشكل ركنا اساسيا في هموم اليوم
وكثيرا ما كنا نبحث عن مختلف الأسباب لتفادي حضور المذاكره الالزاميه
ونواصل
|