( مدخل أول )
ظننته حلماً مفزعاً أيقظني على صوت تلك الطائرات التي مرت بسرعة خاطفة لها صوت يقرع الأذان إهتزت على إثرها أبواب المنزل ونوافذه كأنما عاصفة هوجاء إجتاحت المدينة النائمة !!! وماهي الا لحظات ونسمع دوي إنفجارات عنيفة كادت أن تُسِقط سقف منزلنا علينا لولا رحمة الله وعنايته التي شملتنا ........

( مدخل تاني )
لسنا بحاجة الى تصريح أو إعتراف من السيد والي الخرطوم على أن ما حدث بالأمس لم يكن حادثاً داخلياً وانما كان قصفاً جوياً وإعتداءً غاشماً أثار الرعب وروع أمن المواطنين الذين خرجوا للشوارع مذعورين لا يلوون على شئ !!! فقد رأى كل سكان المنطقة ذلك رأي العين وشاهدوا تلك الطائرات المضيئة تخترق أجواءنا بتحدي وعدوانية لتفعل مافعلت تاركة لألسنة اللهب أن تكمل مابدأته !!
(مدخل ثالث)
اعتداء الأمس أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن السودان من دول المواجهة مع إسرائيل إلا ولما كان هذا الاستهداف الذي لا أخلاق حرب فيه البتة وللحرب أخلاق بالرغم من أنها تدمر وتقتل لكنها مقننه دوليا بأعراف..
عجبت مره لتعليق لكاتب لبناني يعتب على احد هم وصفه لبنان بأنها بلد السياحة والترفيه والحياة الرغده البعيدة عن معاناة العرب وبلاد المسلمين.. فرد عليه المعلق أتنسى أن لبنان من دول المواجهة وقد تحملت بسبب القضية والعروبة ما لم يتحمله قطر آخر بفعل هجمات إسرائيل وتدخلاتها عبر الحدود معها.. لكن يبدو أن إسرائيل لا تحدها حدود في العدوان بل لا تعرف الأعراف والقوانين الدولية ولعمري أنها شريعة الغاب.. بل تحدد المواجهة بقانونها..
فللمرة السابعة تستهدف السودان بضرب مباشر والآن في العمق.. نال السودان كمثله من دول استهداف إسرائيل ، فالعراق ضرب مفاعله النووي كما ضرب مفاعل سوريا.. ويا ترى هل بلغ التصنيع الحربي في السودان وخاصة مصنع اليرموك درجة خطورة مفاعل نووي؟ أم أن الخرطوم هي بيروت؟ وهل بلغ التصنيع في اليرموك مبلغا أكثر من مصانع إيران والتي تلجأ إسرائيل في عدوانها معها للاحتكام دوليا بدل تسديد الضربات. هل اليرموك اشد خطورة؟ بالطبع لا لكن تقدير قوة العدو هي التي تجعل إسرائيل تتجرأ وتضرب العمق السوداني بعد أن كانت تستهدف الأطراف فقط. !!!!
(مخرج )
نسأل الله أن يتغمد شهداء حادثة مصنع اليرموك بواسع رحمته , وان يحفظ السودان وشعبه من كل شر يحيط به