دخلت ذات صباح في يوم صائف ، مؤسسة علاجية في حديقتها التي تعج بقبائل مختلفة من الأشجار ، وشدَ ما راعني شجرة دعني أقول ممتلئة الجسم فارعة وقد تأزرت بما جف وأصفر من شفيفها .. أردت رداء أخضر دثرها كلها من رأسها حتي ملتقي إزارها ، فأطلتُ النظر متفكراً من ما خلق الله عبرةً للعباد وعظة ، وقد جال فكري من نبات هذا الزمان الذي هو بقية منه !! ؟ ثم تركت تلك الشجرة لإخري فوجدتها سامقت السماء في قامة سوية معتدلة يكتنفها الهدوء . بالرغم من شموخها وجمالها المودع فيها من ساق بيضاء أسطوانية بيضاء وعنق ذي خضرة داكنة قد نزلت عليه خصل شعرها ، هي الأخري بحسنها الفريد يلجمها لجام الصمت ، ورقبتها المعصومة من لتلفت ، فليتهم ماثلوها أعتدلاً وأستقامة وهدوءاً وحسناً ونعومة ، فهي حصة من الخالق عزَ وجلَ لما خلقت من الأشجار فكيف بكم أنتم ذوي العقول !!؟
فالأشجار تعلو وتشمخ وترتفع وتزداد سموقاً متجهة الي السماء في غير تكبر ومخيلة بحسنها ونضارتها وجاذبيتها ــ مسبحة ليلها ونهارها شكراناً لله عزَ وجلَ فتملوا جمالها وأبداع البديع فيها .. تفكروا في مخلوقاته تصلوا بأذن الله
علي محمد هاشم
مدني ، مستشفي الأسنان
مارس 2012
|