View Single Post
Old 11-20-2011, 03:31 PM   #1
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.41



صادق محمد عوض is offline
Default وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ

الدكتور منصور العبادي
أستاذ الهندسة الكهربائية ـ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...ffffffffff.jpg

يوجد في القرآن الكريم آيات بينات إذا ما تدبرها عاقل يعيش في هذا العصر وعنده بعض الإلمام بعلوم العصر الحديث فإنه لا مناص إلا أن يعترف بأن هذا القرآن لا يمكن أن يكون قد كتب من قبل محمد صلى الله عليه وسلم. إن مثل هذه الآيات تحتوي على حقائق علمية لم تكن معروفة من قبل البشر في العصر الذي نزل فيه القرآن بل لم يتمكن البشر من كشفها إلا بعد مرور ما يزيد على ألف عام من نزول القرآن الكريم. ومن هذه الآيات قوله سبحانه وتعالى “وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ” النمل 88.
فقد ورد في هذه الآية حقيقة علمية بالغة الأهمية لا يمكن للبشر أن يكتشفوها بحواسهم المجردة أبدا بل يحتاج إثباتها إلى طرق غير مباشرة وذلك بالإعتماد على المنهج الإستقرائي. إن الحقيقة الكبرى التي أوردتها هذه الآية هي ما يسميه العلماء اليوم بمبدأ نسبية الحركة والذي مفاده أن الشيء الذي يبدو للمراقب ساكنا قد لا يكون كذلك بل قد يكون متحركا والشيء الذي يبدو أنه يتحرك بسرعة بطيئة قد تكون سرعته عالية جدا. وبغض النظر عن اختلاف علماء التفسير في ما إذا كانت هذه الآية تتحدث عن ظاهرة يعايشها البشر في حياتهم الدنيا أما أنها من ظواهر يوم القيامة فإن لها قصب السبق في تقرير حقيقة نسبية الحركة. فالآية تتحدث بكل وضوح عن ظاهرة عجيبة وهي أن الناظر إلى الجبال تبدو له جامدة أي ساكنه ولكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك بل إنها في حركة دائبة. لقد سبق لكفار قريش أن اتهموا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالجنون وعلى الأغلب أن فرحتهم كانت غامرة عندما نزلت هذه الآية حيث أنهم وجدوا فيها على حسب زعمهم ما يثبت هذا الجنون فلا بد أنهم قالوا للناس كيف تصدقون هذا الرجل الذي يقول أن هذه الجبال الراسخة الثابتة تتحرك كما تتحرك السحب في السماء! وبينما كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يعجب من بديع صنع الله كان كفار قريش يسخرون ويضحكون وصدق الله العظيم القائل“فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ” الصافات 11-14.

  Reply With Quote