View Single Post
Old 08-24-2011, 11:57 AM   #3
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.41



صادق محمد عوض is offline
Default

وأسفرت المفاوضات عن اتفاق سُمِّيَ في التاريخ والسيرة صلحا، يقضي بأن تكون هناك هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات، وأن يرجع المسلمون إلى المدينة هذا العام فلا يقضوا العمرة إلا العام القادم، وأن يرد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من يأتي إليه من قريش مسلما دون علم أهله، وألا ترد قريش من يأتيها مرتدا، وأن من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه، ومن أراد أن يدخل في عهد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير قريش دخل فيه..





وبينما هم كذلك إذ دخل عليهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو في قيوده وألقى بنفسه بين المسلمين، فقال سهيل : هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إلي، فأعاده النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمشركين، فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أَأُُرَد إلى المشركين يفتنونني في ديني، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنا عقدنا بيننا وبين القوم عهدا، وإنا لا نغدر بهم )، ثم طمأنه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائلا يا أبا جندل اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجا ومخرجا ) ( أحمد )..





وافق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على شروط المعاهدة، التي بدا للبعض أن فيها إجحافا وذلاً للمسلمين، ومنهم عمر ـ رضي الله عنه ـ الذي قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلى، فقال: فَلِمَ نعط الدنية في ديننا إذاً ؟ ) ( البخاري ) .

لكن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان مدركا وموقنا أن هذا الصلح سيكون فاتحة خير وبركة على المسلمين بعد ذلك. ثم انصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قاصدا المدينة..





ومن خلال صلح الحديبية وأحداثه، يمكن استخلاص العديد من الدروس والحِكَم، ومنها:





وجوب طاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والانقياد والتسليم لأمره، فعمر ـ رضي الله عنه ـ وبعض الصحابة كرهوا هذا الصلح، ورأوا في شروطه الظلم والإجحاف بالمسلمين، لكنهم ندموا على ذلك، وظلت تلك الحادثة درسا لهم فيما استقبلوا من حياتهم، فكان سهل بن حنيفـ رضي الله عنه ـ يقول: ” اتهموا رأيكم،رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لرددته “..

وبقي عمر ـ رضي الله عنه ـ زمنا طويلا متخوفا أن ينزل الله به عقابا لما قاله يوم الحديبية، وكان يقول: فما زلت أصوم وأتصدق وأعتق من الذي صنعت، مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ . وهو القائل ـ رضي الله عنه ـ بعد ذلك وهو يقبل الحجر الأسود : ( إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقبلك ما قبلتك )( البخاري ).

  Reply With Quote