View Single Post
Old 08-23-2011, 06:13 PM   #1
 
مصطفي القرشي
زائر

رقم العضوية :
السكن: السعودية - الرياض
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default خطبة {ما بعد رمضان}

الحمدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً ، وأشهد أنْ لاَّ إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ جعلَ لكلِ أجلٍ كتاباً ، ولكلِ عملٍ حساباً ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، أرسله الله شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آلِهِ وصحبهِ وسلمَ تسليماً كثيراً.

أما بعدُ : فأوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا فهي النجاة غداً والمنجاة أبداً، (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الزمر:61).

معاشرَ المؤمنينَ والمؤمناتِ :
كعادته يأتي سريعاً ويمضي سريعاً، وها نحن نودع شهر رمضان المبارك بنهاره الجميل ولياليه العطرة .. ها نحن نودع شهر القرآن والصبر والتقوى ، شهرَ العزة والكرامة والجهاد ، شهرَ الصدقة والرحمة ، شهرَ المغفرة والعتق من النار...
دَعِ البكاءَ على الأَطـلالِ والدَارِ* واذكرْ لِمنْ بَانَ مِنْ خِلٍ ومن جَارِ
واذرِ الدموعَ نحيباً وابكِ منْ أسفٍ* على فراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصوم ما جُعِلَتْ * إلا لتمحيصِ آثامٍ وأوزارِ
يا لائمي في البكاءِ زدنيْ بِهِ كَلَفَاً* واسمَعْ غريبَ أحاديثٍ وأخبارِ
ما كانَ أحسنَنَا والشملُ مجتمعٌ* مِنا المُصليْ ومنا القانِتُ القَارِي
إن شهر رمضان قد قوض خيامه وفك أطنابه وقد أودعناه ما شاء الله أن نودع من الأعمال والأفعال والأقوال حسنِها وسيئِها صالِحها وطالِحها والأيامُ خزائنُ حافظةٌ لأعمالكم، تُدعَون بها يوم القيامة (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا) [آل عمران:30]، ينادي ربكم: " يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه " رواه مسلم.

رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، فمن كان محسناً فليحمد لله وليسأل الله القبول فإن الله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، ومن كان مسيئاً فليتب إلى الله فالعذر قبل الموت مقبول والله يحب التوابين نسأل الله أن يغفر لنا ولكم ما سلف من الزلل وأن يوفقنا وإياكم للتوبة النصوح قبل حلول الأجل.

  Reply With Quote