[نضال احمد]

الاخ حيدر:
وعند قراءتي عن صديقك احمد جال بخاطري الدرويش عوض
ذلك الفتي الذي تلمس فيه علامات الصلاح والدروشة والذي وصفه الشاعر حاتم حسن الدابي بانه:
درويشا من يادوبو صغير عشرة اعوام
الزول زول الله من الصلاح الرفعت عنهم الأقلام
في تركة الرسل الدارو الآخرة ام خيرا دام
وعند ذكرك هيأة احمد وطريقة لبسه تذكرت عوض وكيف كان يلبس:
متجلبب بي تيبان الرحمة غتا وهندام
متنعلت بي أرض الله الواسعة خطى الأقدام
متزود شايل خير الزاد وحي وإلهام
تري هل يكون هو ذاته عوض الذي خرج في فيضان 1988 ورحل ذلك الرحيل المر الذي كان تأثيره علي اهل الحله اعظم من غدر النهر
وترك الكل حزين عليه وظلو يبحثون بلا كلل او ملل
فتشنا سماء وفتشنا ارض ما ضقنا منام
جميع الأماكن التي كانت تحتوي عوض ولكن تواصل الغياب الذي لم تهزه دموع الابوين والجيران
فالكل يسأل وبالحاح والبعض يقول و يأوِل احداث تتعلق بما قبل الفيضان بانه سائح بارض الله الواسعة وبانه قد يكون ذهب الي الحرم خادما لضيوف الرحمن والي الان الكل يترقب وينتظر وبعقيدة قوية وراسخة بانه ذهب بعيدا الي عالم اخر ودنيا تخصه وامثاله لا كدنيانا فحياته كلها كانت سر من الاسرار ولغز عجز الجميع عن فك طلاسمه
هكذا امثال عوض واحمد دوما لهم عالمهم الخاص عالم لا نعرف عنه شئ لذلك دائما تجدنا نصفهم بالمجانين في الوقت الذي نحسدهم فيه علي ما هم عليه من نقاء السراير وصفاء الضمائر وراحة البال اتوا الي الدنيا وما اتسخوا بها وذاهبون الي لقاء ربهم بصحف بيضاء فهم كما قال حاتم الدابي:
التركونعيم الدنيا الزائل للعبدوها وللحكام
الف تحية لك ولاخي عارف عبد الرحمن