ذلك الفتي الأبنوسي .. ذو القسمات التي كنا نحسبها جادة في زمان مضي ولكننا وجدناها تحمل سخرية طاعمة عندما أقتربنا منه
شخص هادئ الطباع ... مرن التعامل ... محب للجميع .... مثقفاتي لدرجة الجنون ... رجل يحب الإطلاع ويحب النجاحات ... يقهقه عالياً عند الإنبساط والسخرية اللاذعة التي صارت جزءا من حديثة .... يعشق الظروف التي المت به جعلت منه حكيما في السرد وداهية في الحكي لا يمل لا يمل لا يمل، يجعلك تستمع إليه وانت مبلحقاً فاغرا فاهك إنتظارا للضحك
النيل الأزرق الصحي إستفادت منه أكثر مما أستفاد منها ... ذلك المشروع العملاق أظهر لنا عمارة وكنا صغارا نرى تلك العربية تتمختر في حينا ذهاباً وأياباً ... بداخلها ذلك الشخص المهندم جداً ذو القمص المحشو داخل البنطال بترتيب وتناسق ألوان ينم عن شخصية (شياكة جدا) ولم أره يوميا يبلس غير ذلك الشكل . يصابح ويماسي الكل ...
توقف مشروع النيل الأزرق الصحي جعلنا نقترب من تلك الشخصية العجيبة ورقم فوارق السن إلا إننا إقتربنا منه ... أذكر جلسات جميلة جدا كان تجمعنا به انا واخونا طارى الخبر سر أبوزيد في جلسة كراسي جميلة جدا خارج أسوار منزله الكائن بالقرب من المدرسة (بيت الحكيم السابق) كان يعشق سخرية أخونا السر وهولا يعلم إننا نعشق سخريته وكلماته الزنانة المنمقة التي تنزل كالطوب على الرؤوس (فلق بس ).
كان لي الشرف أن أعمل معه ومع مجموعة من الشباب الرائعين في فطيس شرق في لجنة شعبية يتم إنتخابها بفطيس حيث كان لكل حي لجنة (شرق – غرب – جنوب- فلاتة-فرج الله) وكانت هناك لجنة منبثقة من تلك اللجان تتشك لمنها اللجنة الأم .
كان متفرغا ًللعراك والصدام والعمل بشفافية قل أن توجد هذه الأيام فقد قمنا في تلك الفترة ولأول مرة بحل مشكلة وابور المياه التي كانت تشكل هاجساً لفطيس ومدارسها ...فمجهود خارق جدا قررنا نحن كلجنة أن لا نوزع سكر التمون ذي ذاك الشهر وقد كان مع وجود صراع رهيب جدا من قبل البعض لكن قمنا بما كنا نريد القيام به .. وبمجهودات أخونا عبد الله خير الله الحسن ونصر الدين النور وأخرون في تحمل كل الصفات والنعوت التي أطلقت علينا في تلك الفترة ..حتى تم جني هذه الحملة بتركيب موتور الكهرباء لوابور الحي الشرقي وتبعها على طول وابور السوق بمجهودات أخواننا في فطيس غرب وجنوب...
حقيقة يصعب الحديث عن عمارة ويصعب وصفه بكلمات يستحقها ففعلا كان إمتحان منك أخي عوضين
ونتمنى أن نكون قد شاركنا بس
وأصلو مامكن ...
|