[عارف عبد الرحمن]

الأخ عوض وصفني بالغارق في الرومانسية .. ولما لا الرومانسية تكون أحيانا كثيرة ترياق ومتنفس .. ولو لا الأمل والأحلام لصعبت الحياة .. والأحلام عالم جميل ـــ أجمل من زين ـــ نصنعه بنفسنا ونؤطر مؤسساته بما يليق بدولة الفضيلة .. مش دولة الأشعار والأغنيات وكتابات الظلام... تقدر تذكر لي دور لهؤلاء في تكوين شعب السودان المسلم ــــ ايهما أفضل أن تكون رأس لكلب أم تكون زيل لأسد ؟؟ ــ الهم بالجميع رسالة كل من يظن أن له دور مقدس أكتسبه بعلمه وعمله واحساسه بالبلد مش بالتوارث والجهوية والعقائدية ... لابد أن نتعامل مع الهم بموضوعية العلاج وقوالب فكرة لسبر غور المعقول دون الشطح في الأحلام والهروب الي الحفر كالجرذان ... ستين عام من الهروب والدخول الي الصوامع ولا جديد ستين هدت الخطي وأرهقت كاهل المنتظرين الحل من عند مفكر خائب أو شيخ مجرب أوأو او ... الحلم جزء من تركيبة الأنسان لرسم واقع جميل .. وأظنه حق متاح ومشرع للتفاؤل .. متاح في دولتنا الفاضلة وممنوع ,منع الآخرين من حرية التفكير والأختيار .. أنا أرفض أن أكون مقهورا .. فلن ارضي لغيري ذلك .. ذلك مبدأ أنساني راقي ولو علي الأقل في داخلك .. ودعنا من كلمة الديمقراطية المستهلكة المفروغة من مضامينها التي صارت شماعة لأخفاقاتنا ودفن الرؤوس ..
تعرف أخي عوض أن أمريكا لو لم تكن قوية عسكريا لما تسني لها حكم كل العالم ... وروسيا التي تملك ترسانة الأسلحة الجبارة وأفكار تدمير رهيبة وجل علماء تلك الدول يطورون في المنظومة العسكرية .. وتركوا لنا ديمقراطية الغناء.. لاننا شعوب لا تعي دورها ونتمسك بقشور الأشياء وهاك ياردحي ... شعوب سهلة الأنقياد لانها سلمت أرادتها لمستقلي الدين والشعارات الجوفاء ...الذين ينادون بدولة علمانية في بلد أعظم سكانها مسلمون وقدريون ويؤمنون بالقسمة والنصيب .. والدين لهم منهج وحياة ..
مثل ما للغير الحق في أن يمجد فكرته ومن يحب .. ليس لكم الحق في أن تشتموا وتسبوا من لا تريدون وترضون .. هذي هي الديمقراطية التي تريدون ... من فعل في السودان من حروب في الجنوب ودارفور وأجج سعيرها ؟؟ البشير؟؟أرجو الرد وبصدق وبعيدا عن الأنتماء الضيق ..
أكتوبر ولو تابعتم سلسة الحوار الذي كان مع الدكتور جعفر شيخ أدريس والذي كان وقتها رئيس أتحاد الطلبة بالجامعة لعرفنا حقيقة الثورة التي يحاول البعض أن يلبسها ثوبه .. وعلي كل حركة أكتوبر حركة لا ينكر أحد ذلك .. وكانت الأستخبارات الأمريكية موجودة ولها دخل في ذلك والكلام للدكتور جعفر وأرجعوا للحوار لمعرفة الحقائق .. أما أبريل ـــ وكنا وقتها طلبة بالحربية ــ لم نزق طعم النوم لمدة شهر.. بدأت شرارتهاوكان عرابها كما يعلم الجميع الترابي الذي يكرهه الشوعيين الذين يتحالفون الآن معهم .. وكلنا يعرف العداء السافر بين المتحالفين الآن .. يعني أعداء الأمس أصدقاء اليوم برغم أختلاف الأيدولوجيات التي لا يلمها حواء ولا آدم .. بس كراهية الأنقاذ .. يعني يالشعب السوداني نحن مايهمنا غير كرسي الرئاسة وانتوا في ستين داهية .. قالوا لو فاز البشير الأنتخابات مزورة .. وندعوا الشارع للخروج ولا تأجيل الأنتخابات ..
الهلال وماأدراك ما الهلال جزء عزيز من تكوين هذا البلد بكل أفكاره المتناقضة التي لم ولن تلتقي يوما .. وبالك بأعداء الأمس أصدقاء اليوم الكرسي فقط الذي جمعه .. لان الذين يأتون بهم لا ولن يتستطيعوا المطالبة بحقوقهم لان الذين أتو. بهم ليس لهم حقوق بل ديل لأولاد شيوخنا ومنقذننا يوم الدين ناس درق سيدوا الله يرحموا وناس نظرة يالسمحة أم عجن .. لذا هؤلاء يعرفون سلفا ليس هناك من يحاسبهم ..لان النظرة لهم أنهم ناس مقدسين .. هل في الفترات التي يقال عنها ديمقراطية سمعت بوزير حاسبوه .. أو وزير قدم أستقالتو .. الصادق المهدي عندما فكر ينزل الأنتخابات نزل في أم كدادة .. ما نزل في الخرطوم .. عشان عارف أنو ناس الخرطوم ماممكن تتغشي فيهو .. عشان كدة مشي للغرب الناس العقائديين ..
تعرف أخي عوض تفتح ذهني للقراية وحبها كنت نهم بصلاح أحمد وغابة الأبنوس أول ديوان شعر أقتنيه وعشقت وردي وعثمان حسين وعثمان مصطفي والعاقب وصالح الضي وعيييييك .. حبيتهم للطرب واستوعبت الكلام الجميل والتهاويم والرومانسية الفيهو يالعوض وفهمت الرسالة وبطريقتي وكل علي ليلاه أبرطع.. وفهمت اللغة لان من عرف لغة قوم آمن شرهم .. أنت تعرف أنا حبيت مصطفي مش غناء الثوريات والحاجات التانية .. لان غناء مصطفي جاء في زمن غلب عليه الغث والردئ من الغناء .. ومفردة جديدة ومدهشة وروح تاخدك وتوديك وتجيبك راجع وأنت لعسه ماشبعت .. كفاية ولا أزيد ..
أخي عوض عدت لأكتب لك لان كلامك أستفزاني جدا .. وخلي الدم أفور في دمي أنا مش عضيت جلابيتي أنا قلعتها عديل وواقف زول خنق .. ولك العتبي حتي ترضي وعرفت من أين يؤكل كتفي ..