[عارف عبد الرحمن]

لم يكن المواطن نصر عبد الله يدري أن الأقدار ستلقي بطفله عاصم بطريق مسلسل الأخطاء الطبية الذي لا ينتهي بالبلاد، ولم يضع في الحسبان عندما حكى لـ«الانتباهة» مأساة صغيره عاصم بأن ما يطالعه بصفحات الصحافة يوميًا عن الأخطاء الطبية سيلحق بابنه الذي لم يبلغ التاسعة من عمره، ويقول والد الطفل عاصم انه اخضع لعملية لتثبيت كسر بالساعد الأيمن لليد بتاريخ 2/10/2010م بمستشفى خاص وبتكلفة وصلت آلاف و120 جنيهًا الاان العملية لم تنجح لعدة اسباب تتمثل فى استخدام المسامير التي وضعت للطفل لم تكن الخيار الصحيح اضافة لذلك اثناء عملية التثبيت قام الطبيب بفتح فى سطح ساعد اليد بطول 12 سم في بطن اليد وفي ذات الاتجاه بطول يزيد على 12 سم ولم يكن محتاجًا لذلك بحسب افادات والده الذي سرد قصة المعاناة ويضيف: «قام الطبيب الذي اجرى العملية ويدعى م- م- ف- بتمرير المسامير عبر مفصل الكف» وهي حسب افادة جميع الاطباء منطقة نمو للطفل ومن المتوقع ان يظهر تأثيرها على يده في المستقبل وبتاريخ 23/10/2010م تمت ازالة المسامير للطفل بعملية صغيرة فى العيادة الخاصة بالطبيب وبعد ذلك تم اخذ صورة اشعة وقد اظهرت ان عظمة اليد الرئيسية لم ترجع لوضعها الطبيعي مما جعل الطبيب يدخل في حالة ارتباك عند مشاهدته للصورة حسبما ذكر والده وقد كان مترددًا لأخذ قرار سليم وذلك بحسب افادة والد الطفل المصاب اضافة لذلك فقد ترك الطبيب يد الطفل بدون جبص وطلب من والده اجراء علاج طبيعى وتمارين لأصابع اليد وهذا خطأ كبير وفق افادة الأطباء.
فقدان الحركة
بعد الشكوك التى دارت برأس والد الطفل عاصم وعدم اعطاء الطبيب اي قرار واضح قام بإرسال صورة الأشعة لاختصاصي جراحة عظام باأردن طلب منه الأخير الإسراع والرجوع للطبيب الذي اجرى العملية لوضع جبص على اليد بأكملها لمدة ثلاثة اسابيع ويذكر والد الطفل «عند ذهابي للطبيب ومطالبته بعمل جبص للطفل بحجة ارجاعه للمدرسة والخوف عليه من بقاء يده من غير جبص بدا الطبيب يتذمر من غير اسباب في وجهي مما انعكس على تعامله مع الطفل بصورة قاسية» وقام الطبيب والرواية لوالده ـ بوضع جبيرة جبص وليس جبصًا كاملاً كما موضح فى صورة الأشعة ولم يراعِ فى وضع الجبص ان تكون اليد مستقيمة مما جعل اصابع الطفل فاقدة للحركة واصابته بآلام حادة وعدم قدرة على النوم وتم اخذ صورة اشعة مرة اخرى وارسالها للأردن لتأتي المفاجأة الكبرى بملاحظة الطبيب الأردني بان الاختصاصي وضع الجبص بصورة غير سليمة مما ادى لحدوث التفاف بالعظم وان الامر يستدعى اجراء عملية اخرى وقام والد الطفل باستشارة ثلاثة اطباء اجمعوا على ضرورة اجراء عملية اخرى لتثبيت الكسر لأن الوضح اصبح اسوأ من الحالة الأولى وقد اجريت العملية بمستشفى شرق النيل بتاريخ 3/11/2010م وحسب افادة الاستشارين فإن نتيجة للعملية الأولى قد يصاب الطفل بعاهة في اليد نتيجة تمرير مسامير التثبيت في منطقة النمو الحساسة للطفل بعد ذلك قام والد الطفل برفع شكوى للامين العام للمجلس الطبي وذلك منذ ثمانية اشهر الا ان المجلس لم يحرك ساكنًا كما ذكر والده وكأن الامر لايعنيه وفق اعتقاده ـ ولم يتم الرد على الشكوى حتى الآن مع العلم بأن المجلس الطبى نبه في وقت سابق الى ان كافة الشكاوى المتعلقة بالأخطاء الطبية تُحسم خلال ثلاثة أشهر فقط.