كيفما الخيال .. كيفما عشقنا للمساء .. أو لذة الدموع حين تغتالنا الأحزان ونستغرق في البكاء .. هناك في العمق مساحة اللاوعي والوعي
التي ندخرها .. فهي كل ما نملك .. هناك بعيداً في أقصى القلب نسامرها أشياؤنا الجميلة .. بتفاصيل مثيرة ومبعثرة وفوضى نحبها حين
نبحث بينها .. >> عنها كلها .. ولا نجدها .. تماما كما الاستغراق في الدمع .. ما أقساه من جمال .. حقيقة سافرت بين اروقة اللوحة حتى تناهت
إلي متاهة وددت ألا أرجع منها وألا أفرح عندها حتى لا تضيع مني الألوان في الزحام ثم أنتهي للمساء ككل مرة أتكئ عليه وأظل ساهماً .. كيف أحكيها
الآن .. كيف ألوّنها بألوانٍ تواكب العصر .. لا أظنها توجد في هذا الزمان .. زمان كانت له ألوانه الخاصة وتفاصيله التي لا تحكي ولا تفهم
كيفما أن تحكيك حبوبة عن (فاطنة السمحة) .. مهما يمتد الخيال لا تكاد ترسم الصور أو تتجرأ لتعلن اللون وتقيمه حين جمال أو حين نضال
فقط تظل مسافراً ومدركاً للروعة .. كماهي اللوحة من زمان حاول أخي عوض أن يعبر عنه فجن بالأحرف والأسماء حتى وددت نفسي حرفا بين أحرفه
أو حتى فنجاناً يسع الخيال والماضي ولا يمتلئ !!