View Single Post
Old 06-11-2011, 08:47 AM   #18
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

ضيعتني مريم الأخرى سنينا ..
في انتظار المجدلية ..
آه لو تأتين .. آه لو تأتين ..
من عميق الموج من صلب المياه
كالرحيل .. كالترقب وانتظار المستحيل ..

قصيدة مريم الأخري والمجدلية للشاعر محمد عبد الله شمــو ، ليست مجرد قصيدة واحدة ذات مضمون شعري واحد ، ولكنها تتنوع وتحمل في داخلها ملاحم متداخلة وحركات متعددة الأبعاد إنها قصيدة بألف ديوان .

الاغنية تنقلك ما بين كل الاحاسيس التي قد تمر عليك في عدة أغاني بشكل منفصل ما بين الخوف والامل والحب والتفائل .

مريم المجدلية في عهد المسيح هي حسب ما وردت في الأناجيل هي التي رأت المسيح في قبره ، وهي التي نراها في تماثيل العذراء مع العذراء وهي التي ارتبطت عند المسيحيين بالتوبة والدموع.

مريم المجدلية واسمها يعني مريم التي من مجدل (المجدل قرية بفلسطين تقع إلى الشمال من مدينة طبريا عند مصب وادي الحمام في البحيرة وتبعد عن مدينة طبريا 5كم ، وفي عام 1910م احتلتها العصابات الصهيونية ودمروها وشتتوا أهلها وضموا أراضيها إلى مستعمرة مجدا) كانت مريم واحدة من عدد من السيدات اللاتي اتبعن يسوع بل واكثرهن شهرة وتم ذكرها أكثر من السيدات الأخرى في الأناجيل (الموسوعة الحرة).

إذاً ماهي مريم الأخري التي استوحاها محمد عبد الله شمو في أغنية مصطفى المعروفة ، بين مريم الأخرى ومريم المجدلية ، فالشعر والغناء هو وحده القادر على توليد الدهشة .

مريم الأخري في قصيدة الشاعر هي الأم بمعناها الشامل التي أنجبت الأمة السودانية حيث خاطبها الشاعر (أنجبتني مريم الأخرى قطاراً وحقيبة .. ) وفي موقع آخر( فانا اشتاق ان اولد في عينيك طفلا من جديد ..) وبذلك أراد الشاعر أن يخلق ضدين بين واقع مخيف يعيشه الشعب السوداني في عدم الإستقرار والهجرة والإغتراب وانقسامات الأحزاب فيما بينها وتشتتها واستمرار الصراع من أجل السلطة والثروة والهوية بين ابناء مريم الأخري ، والأمل المستحيل بالتوبة والدموع لهذا الشعب كما فعلت المجدلية وان يولد طفلاً من جديد رغم معاناه ولادة هذا المولود ..

والقصيدة نتيجة لهذا التعب الذي غطي الأرض وجعل البحار تتخذ شكل الفراغ مليئة بالأسئلة والإستفهام في شكل حوار رائع ( لست أدري ما الذي يدفعني دفعاً إليك ؟؟) ، (ما الذي يجعلني ابدو حزينا .. حين ارتاد التسكع في مرايا وجنتيك ؟؟ ) ، (خبريني .. ؟؟ هل انا ابدو حزينا ؟؟ هل انا القاتل والمقتول حينا والرهينة ؟؟ هل انا البحر الذي لا يأمن الآن السفينة ؟؟ ) حوار ينقلك في صور بليغة بين اليأس والحزن والخوف من المجهول .



نقلا عن منتديات قرية الدناقله

  Reply With Quote